(فقلت استغفروا ربكم) أي: اطلبوا منه المغفرة على كفركم ومعاصيكم (إنه كان غفارا) لطالبي المغفرة. (يرسل السمآء عليكم مدرارا) قيل: إنهم لما طال إصرارهم على الكفر والتكذيب بعد تكرير دعوتهم، حبس الله عنهم القطر فقحطوا حتى هلكت أموالهم وأولادهم، فلذلك وعدهم أنهم إن آمنوا رزقهم الله الخصب ورفع عنهم ما كانوا فيه (1). وعن الحسن: أن رجلا شكا إليه الجدب فقال: استغفر الله، وشكا إليه آخر الفقر فقال: استغفر الله، وآخر قلة النسل، وآخر قلة ريع أرضه، فأمرهم كلهم بالاستغفار، فقال له الربيع بن صبيح: أتاك رجال يشكون أبوابا ويسألون أنواعا، فأمرتهم كلهم بالاستغفار، فتلا له الآية (2).
وسأل رجل الباقر (عليه السلام) فقال: جعلت فداك، إني رجل كثير المال وليس يولد لي ولد، فهل من حيلة؟ قال: نعم، استغفر ربك سنة في آخر الليل مائة مرة، فإن ضيعت ذلك بالليل فاقضه بالنهار، فإن الله تعالى يقول: (استغفروا ربكم...) إلى آخر الآية (3).
والمدرار: المطر الكثير الدرور، مفعال، يستوي فيه المذكر والمؤنث. (ما لكم لا ترجون لله وقارا) أي: تأملون له توقيرا أي: تعظيما. والمعنى: ما لكم لا تكونون على حال تأملون فيها تعظيم الله إياكم في دار الكرامة؟ و (لله) بيان للموقر، ولو تأخر كان صلة ل " الوقار ".
وقوله: (وقد خلقكم أطوارا) في موضع الحال، كأنه قال: ما لكم لا تؤمنون بالله والحال هذه، وهي أنه خلقكم تارات: ترابا، ثم نطفا، ثم علقا، إلى أن أنشأكم