تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٤٢
بسم الله الرحمن الرحيم (إنآ أرسلنا نوحا إلى قومه ى أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم (1) قال يقوم إنى لكم نذير مبين (2) أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون (3) يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جآء لا يؤخر لو كنتم تعلمون (4) قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا (5) فلم يزدهم دعآءى إلا فرارا (6) وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصبعهم في ءاذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا (7) ثم إنى دعوتهم جهارا (8) ثم إنى أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا (9) فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا (10) يرسل السمآء عليكم مدرارا (11) ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنت ويجعل لكم أنهرا (12) مالكم لا ترجون لله وقارا (13) وقد خلقكم أطوارا (14)) أي: بعثنا (نوحا) رسولا (إلى قومه أن أنذر) أي: بأن أنذر، فحذف الجار، وهي " أن " الناصبة للفعل، والمعنى: أرسلناه بأن قلنا له: أنذر، ويجوز أن تكون مفسرة لأن الإرسال فيه معنى القول. و (أن اعبدوا الله) مثل: (أن أنذر) في الوجهين.
(يغفر لكم من ذنوبكم): " من " مزيدة، وقيل: للتبعيض (1)، أي: يغفر لكم ذنوبكم السالفة (ويؤخركم إلى أجل مسمى) فيه دلالة على ثبوت أجلين، مثل أن يكون قد قضى الله سبحانه أن يعمر قوم نوح إن آمنوا ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة سنة، فقال لهم: آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى،

(1) قاله الكلبي. راجع البحر المحيط: ج 8 ص 338.
(٦٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 636 637 638 639 641 642 643 644 645 646 647 ... » »»