تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٠٦
الأوثان لاعتقادهم أنهم يحفظون من النوائب، ويرزقون ببركة آلهتهم، فكأنهم الجند الناصر والرازق، ونحوه: قوله: ﴿أم لهم ءالهة تمنعهم من دوننا﴾ (1) (بل لجوا في عتو ونفور) بل تمادوا في عناد وشراد عن الحق، وبعاد من الإيمان.
(أفمن يمشى مكبا على وجهه ى أهدى أمن يمشى سويا على صراط مستقيم (22) قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصر والافدة قليلا ما تشكرون (23) قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون (24) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صدقين (25) قل إنما العلم عند الله وإنمآ أنا نذير مبين (26) فلما رأوه زلفة سيت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به ى تدعون (27) قل أرءيتم إن أهلكنى الله ومن معى أو رحمنا فمن يجير الكفرين من عذاب أليم (28) قل هو الرحمن ءامنا به ى وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلل مبين (29) قل أرءيتم إن أصبح مآؤكم غورا فمن يأتيكم بمآء معين (30)) يقال: كبيته فأكب، وهو شاذ، ومثله: قشعت الريح السحاب فأقشع. والمعنى:
من يمشي معتسفا في مكان غير مستو فيعثر ويخر على وجهه منكبا، فحاله نقيض حال (من يمشى سويا) سالما من العثار على طريق مستو، وهو مثل للمؤمن والكافر.
(فلما رأوه زلفة) الضمير للوعد، والزلفة: القربة، وانتصابها على الحال أو الظرف أي: رأوه ذا زلفة، أو: مكانا ذا زلفة (سيئت وجوه الذين كفروا) أي:
ساءت رؤية الوعد وجوههم بأن علتها الكآبة وغشيتها آثار الغم كما يكون وجوه

(٦٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 601 602 603 604 605 606 607 609 610 611 612 ... » »»