تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٣
فأولئك هم المفلحون (9) والذين جآءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمن ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنآ إنك رءوف رحيم (10)) (من أهل القرى) من أموال كفار أهل القرى (فلله) يأمركم فيه بما أحب (وللرسول) بتمليك الله إياه (ولذى القربى) أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرابته وهم بنو هاشم (واليتمى والمسكين وابن السبيل) منهم، وعن علي بن الحسين (عليه السلام): " هي قرباؤنا ومساكيننا وأبناء سبيلنا " (1). (كى لا يكون دولة) قرئ بالنصب والرفع (2)، فالنصب على معنى: كيلا يكون الفيء جدا بين الأغنياء يتكاثرون به، أو: كيلا يكون دولة جاهلية بينهم يستأثر به الرؤساء وأهل الدولة والغلبة وأنشد في ذلك:
لك المرباع منها والصفايا * وحكمك والنشيطة والفضول (3) وقيل: الدولة اسم ما يتداول (4) كالغرفة اسم ما يغترف، أي: كي لا يكون الفيء شيئا يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاورونه، ومنه الحديث: " اتخذوا عباد الله خولا ومال الله دولا " (5)، أي: غلبة، من غلب منهم سلبه. والرفع على " كان "

(١) رواه العياشي في تفسيره: ج ٢ ص ٦٣ ح ٦٣ وذكر لفظ: " ليتامانا " بدل " قرباؤنا ".
(٢) أي برفع " دولة " و " تكون " بالتاء، وهي قراءة هشام وحده. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٧١٧.
(٣) المرباع: ما يأخذه الرئيس وهو ربع الغنيمة، والصفايا: ما يصطفيه الرئيس لنفسه، والنشيطة: ما أصاب من الغنيمة قبل أن يصير إلى مجتمع الحي، والفضول: ما عجز أن يقسم لقلته وخص به. والبيت لعبد الله بن عثمة الضبيي. راجع لسان العرب: مادة (ربع).
(٤) قاله الزجاج في معاني القرآن: ج ٥ ص ١٤٦.
(٥) والحديث بتمامه: بالاسناد عن أبي ذر الغفاري قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا ودين الله دغلا، فأنكر ذلك عليه، فشهد علي بن أبي طالب: اني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، وأشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قاله. أخرجه الحاكم في المستدرك: ج ٤ ص ٤٨٠. ومن طريق آخر عنه أيضا يقول: إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا... الخ.
(٥٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 527 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 ... » »»