تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٠
من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يأولى الأبصر (2) ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الأخرة عذاب النار (3) ذا لك بأنهم شآقوا الله ورسوله ومن يشآق الله فإن الله شديد العقاب (4) ما قطعتم من لينة أو تركتموها قآئمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفسقين (5) ومآ أفآء الله على رسوله ى منهم فمآ أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشآء والله على كل شىء قدير (6)) نزلت في إجلاء بني النضير من اليهود، فجلوا إلى الشام إلى أريحاء وأذرعات إلا آل حيي بن أخطب وآل أبي الحقيق فإنهم لحقوا بخيبر، وذلك أنهم صالحوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أن لا يكونوا عليه ولا له، ثم نقضوا العهد، وخرج كعب بن الأشرف في أربعين راكبا إلى مكة وحالفوا عليه قريشا عند الكعبة، فأمر (عليه السلام) محمد بن مسلمة الأنصاري فقتل كعبا ذات ليلة غيلة - وكان أخاه من الرضاعة - ثم صبحهم بالكتائب وحاصرهم حتى أعطوه ما أراد منهم، فصالحهم على أن يحقن دماءهم، وأن يخرجهم من أرضهم وأوطانهم، وجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا وسقاء (1).
واللام في (لأول الحشر) يتعلق ب‍ (أخرج) وهي اللام في قولك: جئت لوقت كذا. والمعنى: أخرج الذين كفروا عند أول الحشر، ومعنى " أول الحشر ": أن هذا أول حشرهم إلى الشام وكانوا من سبط لم يصبهم جلاء قط، وهم أول من

(1) السقاء: ظرف الماء من الجلد، وقيل: هو القربة للماء واللبن (لسان العرب).
(٥٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 524 525 526 527 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»