تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٨
إخلافهم (كمثل الشيطن) إذا (١) استغوى الإنسان بكيده ثم تبرأ منه في العاقبة، كما استغوى قريشا يوم بدر بقوله لهم: (لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم) إلى قوله: ﴿إنى برىء منكم﴾ (٢). (خلدين فيها) حال.
(يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (١٨) ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفسقون (١٩) لا يستوى أصحب النار وأصحب الجنة أصحب الجنة هم الفآئزون (٢٠) لو أنزلنا هذا القرءان على جبل لرأيته خشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثل نضربها للناس لعلهم يتفكرون (٢١) هو الله الذي لا إله إلا هو علم الغيب والشهدة هو الرحمن الرحيم (٢٢) هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحن الله عما يشركون (٢٣) هو الله الخلق البارئ المصور له الاسمآء الحسنى يسبح له ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم (٢٤)) نكر سبحانه " النفس " لاستقلال الأنفس الناظرة فيما تقدمه للآخرة، فكأنه قال: (ولتنظر نفس) واحدة في ذلك. ونكر " الغد " لتعظيم أمره، أي: لغد لا يعرف كنهه لعظمه، والمراد بالغد يوم القيامة، وعن الحسن: لم يزل يقربه حتى جعله كالغد (٣). نحوه في تقريب الزمان الماضي قوله: ﴿كأن لم تغن بالأمس﴾ (4).

(١) كذا في النسخ وفي الكشاف أيضا، ولعله " إذ " لمطابقة الآية الكريمة.
(٢) الأنفال: ٤٨.
(٣) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٥٠٨.
(٤) يونس: ٢٤.
(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»