تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٠
المراد: ستنتهي الدنيا وينتهي عند ذلك شؤون الخلق فلا يبقى إلا شأن واحد وهو جزاؤكم، فجعل ذلك فراغا على طريق التمثيل، وقرئ: (سيفرغ) بالياء (١) أي:
الله عز وجل، وسمي الإنس والجن " الثقلين " لأنهما ثقلان على الأرض، وكل شيء له وزن وقدر فهو ثقل.
ومنه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي " (٢) سماهما " ثقلين " لعظم شأنهما وعلو مكانهما.
(يا معشر الجن والإنس) كالترجمة لقوله: (أيه الثقلان)، (إن استطعتم أن) تهربوا من قضائي وتخرجوا من أرضي وسمائي فافعلوا، ثم قال: لا تقدرون على النفوذ من نواحيهما (إلا بسلطن) أي: بقهر وقوة وغلبة، وأنى لكم ذلك، ونحوه: ﴿ومآ أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السمآء﴾ (3).
(شواظ) بالضم، وقرئ بالكسر (4)، وهو اللهب الخالص، والنحاس:
الدخان، وقيل: الصفر المذاب يصب على رؤوسهم (5). وعن ابن عباس: إذا خرجوا من قبورهم ساقهم شواظ إلى المحشر (6)، قرئ (نحاس) بالرفع عطفا

(١) قراه حمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٦٢٠.
(٢) قد تواتر حديث الثقلين إلى حد الاستفاضة في كتب الفريقين: الشيعة وأهل العامة، منها - على سبيل المثال -: مسند أحمد بن حنبل: ج ٣ ص ١٧، المعجم الكبير للطبراني: ج ٥ ص ١٩٠ و ٢٠٥ و ٢١٠، والمعجم الصغير له أيضا: ج ١ ص ١٣١ و ١٣٥، مستدرك الحاكم:
ج ٣ ص ١٤٨، مشكل الآثار للطحاوي: ج ٤ ص ٣٦٨، أمالي الطوسي: ص ٥٤٨ المجلس العشرون، كمال الدين: ج ١ ص ٢٣٩، كشف الغمة: ج ١ ص ٤٣.
(٣) العنكبوت: ٢٢.
(4) أي بكسر الشين، قرأه ابن كثير وحده. راجع كتاب السبعة: ص 621.
(5) قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة. راجع تفسير الطبري: ج 11 ص 597.
(6) تفسير ابن عباس: ص 184.
(٤٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 ... » »»