تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٤
الياقوت وبياض المرجان وصفار (١) الدر أنصع بياضا. (هل جزآء الاحسن) في العمل (إلا الاحسن) في الثواب.
(ومن دونهما) ومن دون تينك الجنتين الموعودتين للمقربين (جنتان) لمن دونهم من أصحاب اليمن. (مدهآمتان) قد ادهامتا من شدة الخضرة، وكل نبت أخضر، فتمام خضرته أن يضرب إلى السواد (نضاختان) فوارتان بالماء، والنضخ أكثر من النضح، لأن النضح مثل الرش.
وإنما عطف " النخل " و " الرمان " إلى الفاكهة وإن كانا منهما بيانا لفضلهما، فكأنهما لمزيتهما في الفضل جنسان آخران، كقوله: ﴿جبريل وميكل﴾ (2)، أو:
لأن النخل ثمره فاكهة وطعام، والرمان فاكهة ودواء فلم يخلصا للتفكه. (خيرت) أي: خيرات، فخفف لأن " الخير " الذي هو بمعنى " أخير " لا يأتي منه " خيرون " ولا " خيرات "، والمعنى: فاضلات الأخلاق حسان الخلق. (مقصورت) مخدرات، قصرن في خدورهن، امرأة قصيرة ومقصورة أي: مخدرة (في الخيام) في الحجال.
وفي الحديث: " الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراه الآخرون " (3).
والضمير في (قبلهم) لأصحاب الجنتين لدلالة ذكر " الجنتين " عليهم.
والرفرف: ضرب من البسط، وقيل: الرفرف رياض الجنة (4) والواحدة:

(١) في نسخة: " وصفاء ".
(٢) البقرة: ٩٨.
(3) أخرجه السيوطي في الدر المنثور: ج 7 ص 719 وعزاه إلى البخاري ومسلم وغيرهما.
(4) قاله ابن جبير. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 443.
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 487 488 489 490 ... » »»