تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٢
وسئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أطفال المشركين، فقال: " هم خدام أهل الجنة " (1).
الأكواب: قداح واسعة الرؤوس بلا عرى ولا خراطيم، جمع كوب، والأباريق: التي لها خراطيم. (لا يصدعون عنها) أي: بسببها، وحقيقته: لا يصدر صداعهم عنها ولا يفرقون (2) عنها. (مما يتخيرون) أي: يأخذون خيره وأفضله، و (يشتهون) يتمنون.
وقرئ: (وحور عين) بالرفع على: وفيها حور عين، كبيت الكتاب (3):
بادت وغير آيهن مع البلى * إلا رواكد جمرهن هباء ومثجج أما سواء قذاله * فبدا وغير ساره المغراء (4) لأن المعني بها: " رواكد " و " مثجج " أو: العطف على (ولدن)، وبالجر (5) عطف على (جنت النعيم) كأنه قال: هم في جنات وفاكهة ولحم وحور، وقرأ أبي وابن مسعود: " وحورا عينا " بالنصب (6) على: ويؤتون حورا. (جزآء) مفعول له أي: يفعل ذلك كله بهم جزاء بأعمالهم.
(سلما سلما) بدل من (قيلا) بمعنى: لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما،

(1) رواه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 459 مرسلا.
(2) في نسخة: لا ينزفون.
(3) أراد كتاب سيبويه الذي ألفه بعد موت أستاذه الخليل سنة 160 ه‍ لأجل إحياء علم الخليل، وبلغ من شهرته وفضله عند النحويين فكان يقال: قرأ فلان الكتاب، فيعلم أنه يريد كتاب سيبويه.
(4) لذي الرمة، وقيل: للشماخ. والرواكد: الأحجار التي توضع عليها القدر، والمثجج: وتد الخباء الذي تثجج رأسه من الدق فبرز حول رأسه أطراف تشبه الشعر، يقول: هلكت تلك الديار وبليت آثارها ولم يبق إلا محل للنار والرماد وبقية أوتاد الأخبية. أنظر ديوان ذي الرمة: ص 617.
(5) قرأه حمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 623.
(6) حكاه عنهما ابن جني في المحتسب: ج 2 ص 309.
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»