مرسلين (5) رحمة من ربك إنه هو السميع العليم (6) رب السموات والارض وما بينهمآ إن كنتم موقنين (7) لا إله إلا هو يحىى ويميت ربكم ورب ءابآبكم الاولين (8) بل هم في شك يلعبون (9)).
(إنا أنزلنه) جواب القسم (في ليلة مبركة) هي ليلة القدر وهو الصحيح، وقيل: ليلة النصف من شعبان (1). ومعنى إنزال الله القرآن في ليلة القدر أنه أنزله جملة واحدة إلى السماء الدنيا فيها، فكان جبرئيل ينزله إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نجوما، وقيل: كان ينزل ما يحتاجون إليه في كل سنة: في هذه الليلة، ثم كان ينزله شيئا فشيئا وقت الحاجة (2). وسميت مباركة لأن فيها يقسم الله نعمه على عباده فتدوم بركاتها، والبركة: نماء الخير، والمباركة: الكثيرة الخير والبركة، ولو لم يوجد فيها إلا إنزال القرآن لكفى به بركة. (فيها يفرق) أي: يفصل ويكتب (كل أمر حكيم) كل شأن ذي حكمة، أي: مفعول على ما تقتضيه الحكمة من أرزاق العباد وآجالهم وغير ذلك من أمور السنة إلى الليلة الأخرى القابلة، ووصف الأمر بالحكيم مجاز؛ لأن " الحكيم " صفة صاحب الأمر على الحقيقة.
وقوله: (إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم) جملتان مستأنفتان ملفوفتان فسر بهما جواب القسم، كأنه قيل: إنا أنزلناه لأن من شأننا الإنذار، وأنزلناه في هذه الليلة خصوصا لأن إنزال القرآن من الأمور الحكيمة، وهذه الليلة مفرق كل أمر حكيم.
(أمرا من عندنا) نصب على الاختصاص، أي: أعني أمرا حاصلا من عندنا على ما اقتضته حكمتنا وتدبيرنا، ويجوز أن يراد به الأمر ضد النهي فوضع موضع