هذا إلا أساطير الأولين (31) وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم (32) وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون (33) ومالهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون (34)) * * (لو نشاء لقلنا مثل هذا) * قائله: النضر بن الحارث بن كلدة، وأسر يوم بدر فقتله النبي (صلى الله عليه وآله) صبرا بيد علي (عليه السلام)، وإنما قاله صلفا (1) ونفاجة (2)، فإنهم لم يتوانوا في مشيئتهم لو استطاعوا ذلك، وإلا فما منعهم أن يشاءوا غلبة من تحداهم وقرعهم بالمعجز حتى يغلبوه مع فرط حرصهم على قهره وغلبته؟!
* (إن هذا إلا أساطير الأولين) * قاله النضر أيضا، وذلك أنه جاء بحديث رستم وإسفنديار من بلاد فارس، وزعم أن هذا مثل ذلك، وهو القائل: اللهم إن كان هذا هو الحق - أي: إن كان القرآن هو الحق - فعاقبنا على إنكاره بالسجيل كما فعلت بأصحاب الفيل، أو بعذاب آخر، ومراده أن ينفي كونه حقا، وإذا انتفي كونه حقا لم يستوجب منكره عذابا، فكان تعليق العذاب بكونه حقا مع اعتقاد أنه ليس بحق كتعليقه بالمحال.
* (ليعذبهم) * اللام لتأكيد النفي، والدلالة على أن تعذيبهم وهو بين أظهرهم غير مستقيم في الحكمة، ومن قضية حكمة الله أن لا يعذب قوما عذاب استئصال ونبيهم بين أظهرهم، وفيه إشعار بأنهم مرصدون بالعذاب إذا هاجر عنهم بدلالة