تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٦
ورووا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قيل له: إن الله تعالى قال: * (واليتامى والمسكين) * فقال: " أيتامنا ومساكيننا " (1).
وقوله: * (إن كنتم آمنتم بالله) * تعلق بمحذوف يدل عليه * (واعلموا) *، والمعنى: إن كنتم آمنتم بالله فاعلموا أن الخمس من الغنيمة يجب التقرب به فاقطعوا عنه أطماعكم واقتنعوا بالأخماس الأربعة * (وما أنزلنا) * معطوف على * (بالله) * أي: إن كنتم آمنتم بالله وبالمنزل * (على عبدنا يوم الفرقان) * يعني:
يوم بدر (2)، و * (الجمعان) *: الفريقان من المسلمين والكافرين، والمراد: ما أنزل من الآيات والملائكة والفتح يومئذ.
* (إذ) * بدل من * (يوم الفرقان) *، و " العدوة ": شط الوادي، بالكسر والضم، و * (الدنيا) * و * (القصوى) * تأنيث الأدنى والأقصى، والقياس أن تقلب الواو ياء كالعليا إلا أن القصوى جاءت على الأصل شاذا كالقود، والعدوة الدنيا مما يلي المدينة، والعدوة القصوى مما يلي مكة * (والركب أسفل منكم) * يعني أبا سفيان والعير * (أسفل) * نصب على الظرف، معناه: مكانا أسفل من مكانكم يقودون العير بالساحل، ومحله رفع لأنه خبر المبتدأ.
والفائدة في ذكر هذه المراكز الإخبار عن الحال الدالة على قوة المشركين وضعف المسلمين، وأن غلبتهم على مثل هذه الحال أمر إلهي لم يتيسر إلا بحوله وقوته، وذلك أن العدوة القصوى كان فيها الماء، ولا ماء بالعدوة الدنيا وهي خبار (3) تسوخ فيها الأرجل، وكانت العير وراء ظهورهم مع كثرة عددهم، وكانت

(1) عوالي اللآلئ لابن جمهور: ج 2 ص 75 - 76 ح 201.
(2) في نسخة زيادة: في يوم الجمعة السابع عشر أو التاسع عشر من شهر رمضان سنة الثاني من الهجرة، مروي عن الصادق (عليه السلام).
(3) الخبار: الأرض الرخوة. (الصحاح: مادة خبر).
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»