الأسباب إلا من عند الله، ينصر من يشاء، قل العدد أم كثر.
* (إذ يغشيكم النعاس) * بدل ثان من * (إذ يعدكم الله) *، أو (1) منصوب ب * (- النصر) * أو ب * (- ما جعله الله) *، وقرئ: * (يغشيكم) * بالتخفيف (2) والتشديد ونصب * (النعاس) *، والضمير لله عز وجل، و * (أمنة) * مفعول له، و * (منه) * صفة ل * (أمنة) *، أي: أمنة حاصلة لكم من الله، والمعنى: إذ تنعسون لأمنكم الحاصل من الله بإزالة الرعب من قلوبكم * (وينزل عليكم) * قرئ بالتشديد والتخفيف (3) * (من السماء ماء) * أي: مطرا، و * (رجز الشيطان) *: وسوسته إليهم، وذلك أن المشركين قد سبقوهم إلى الماء، ونزل المسلمون في كثيب أعفر (4) تسوخ فيه الأقدام، وناموا، فاحتلم أكثرهم، فتمثل لهم إبليس وقال: يا أصحاب محمد أنتم تزعمون أنكم على الحق وأنتم تصلون على الجنابة وقد عطشتم، ولو كنتم على حق ما غلبكم هؤلاء على الماء، وهاهم الآن يمشون إليكم ويقتلونكم ويسوقون بقيتكم إلى مكة، فحزنوا لذلك، فأنزل الله المطر فمطروا ليلا حتى جرى الوادي، واغتسلوا وتوضأوا، واتخذوا الحياض على عدوة (5) الوادي، وتلبد (6) الرمل الذي كان بينهم وبين العدو حتى ثبت الأقدام عليه، وزالت وسوسة الشيطان، والضمير في * (به) * للماء أو للربط، لأن الجرأة تثبت القدم في مواطن الحرب.