التطفيف، أو: أراكم بخير ونعمة من الله فلا تزيلوه عنكم بما أنتم عليه * (يوم محيط) * مهلك من قوله: * (وأحيط بثمره) * (1)، وأصله من إحاطة العدو، وصف " اليوم " به لأن الزمان يشتمل على ما يحدث فيه. والبخس: النقص والهضم.
* (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) * نهي عن السرقة والغارة وقطع السبيل.
* (بقيت الله) * ما يبقي لكم من الحلال بعد التنزه عما هو حرام عليكم * (خير لكم إن كنتم مؤمنين) * أي: بشرط الإيمان لظهور فائدتها مع الإيمان من حصول الثواب مع النجاة من العقاب، أو يريد: إن كنتم مصدقين لي في نصيحتي لكم * (وما أنا عليكم بحفيظ) * أحفظ أعمالكم (2) وأجازيكم عليها، إنما أنا نذير ناصح لكم.
كان شعيب كثير الصلوات فقصدوا بقولهم: * (أصلاتك تأمرك) * الهزء، والمعنى: أصلواتك التي تداوم عليها تأمرك بتكليف * (أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن) * نترك فعل * (ما نشاء) * في أموالنا؟ فحذف المضاف، لأن الإنسان لا يؤمر بفعل غيره، وقرئ: * (أصلوا تك) * على التوحيد (3)، * (إنك لانت الحليم الرشيد) * أرادوا بذلك نسبته إلى غاية السفه والغي، فعكسوا ليتهكموا به.
* (ورزقني منه) * أي: من لدنه * (رزقا حسنا) * وهو ما رزقه من النبوة والحكمة، وقيل: أراد رزقا حلالا طيبا من غير بخس (4)، وجواب * (أرأيتم) * محذوف، والمعنى: أخبروني * (إن كنت على) * حجة واضحة ويقين * (من ربى) * وكنت نبيا على الحقيقة: أيصح لي أن لا آمركم بترك عبادة الأوثان والكف عن القبائح والأنبياء لا يبعثون إلا لذلك؟! * (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) *