تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٨٧
معناه: وما أريد أن أسبقكم إلى شهواتكم التي نهيتكم عنها لأستبد بها دونكم * (إن أريد) * أي: ما أريد * (إلا الأصلح) * وهو أن أصلحكم بموعظتي ونصيحتي * (ما استطعت) * ظرف، أي: مدة استطاعتي للإصلاح وما دمت متمكنا منه، أو بدل من * (الأصلح) * أي: المقدار الذي استطعت منه، ويجوز أن يكون مفعولا * (الأصلح) * كقوله:
ضعيف النكاية أعداءه (1) أي: ما أريد إلا أن أصلح ما استطعت إصلاحه من فاسدكم * (وما توفيقي إلا بالله) * وما كوني موفقا لإصابة الحق فيما آتي وأذر إلا بمعونته وتوفيقه، والمعنى:
أنه استوفق ربه في إمضاء أمره على رضاء الله، وطلب منه التأييد والنصر على عدوه، وفي ضمنه تهديد للكفار وحسم لأطماعهم منه.
* (لا يجرمنكم) * لا يكسبنكم * (شقاقي) * أي: خلافي وعداوتي إصابة العذاب * (وما قوم لوط منكم ببعيد) * يعني: أنهم أهلكوا في عهد قريب من عهدكم فهم أقرب الهالكين منكم. * (رحيم ودود) * عظيم الرحمة متودد إلى عباده بكثرة الإنعام عليهم، مريد لمنافعهم.
* (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز (91) قال يقوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربى بما تعملون محيط (92) ويقوم اعملوا على مكانتكم إني عمل سوف تعلمون من

(1) وعجزه: يخال الفرار يراخي الأجل. لم نعثر على قائله، ذكره سيبويه ضمن شواهده. وبه يهجو الشاعر رجلا ويصفه بالجبن والضعف، وأنه دائما يلجأ إلى الفرار ويظنه مؤخرا لأجله. انظر كتاب سيبويه: ج 1 ص 192، وخزانة الأدب للبغدادي: ج 8 ص 127.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»