تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٦٦
* (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون (151) فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) * (152) الكاف: إما أن يتعلق بما قبله، أي: * (ولأتم نعمتي عليكم) في الآخرة بالثواب كما أتممتها عليكم في الدنيا بإرسال الرسول، وإما أن يتعلق بما بعده، أي: كما ذكرتكم بإرسال الرسول * (فاذكروني) * بالطاعة * (أذكركم) * بالثواب، * (واشكروا لي) * ما أنعمت به عليكم * (ولا تكفرون‍) * - ي ولا تجحدوا نعمائي، ويعني بالرسول: محمدا (صلى الله عليه وآله) * (منكم) * أي: من نسبكم، من سبحانه عليهم بكونه (عليه السلام) من العرب لما حصل لهم بذلك من الشرف.
* (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصبرين (153) ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموا ت بل أحياء ولكن لا تشعرون) * (154) سورة البقرة / 155 - 157 خاطب سبحانه المؤمنين وأمرهم بأن يستعينوا * (بالصبر) * وهو حبس النفس على المكروه وحبسها عن المحبوب * (و) * ب‍ * (الصلاة) * لما فيها من الذكر والخشوع * (إن الله مع الصبرين) * بالمعونة والنصرة * (أموا ت) * أي: * (لا تقولوا) *:
هم * (أموا ت بل) * هم * (أحياء) * عند الله * (ولكن لا تشعرون) * كيف حالهم في حياتهم، قال الحسن: إن الشهداء أحياء عند الله تعرض أرزاقهم على أرواحهم فيصل إليهم الروح والفرح، كما تعرض النار على أرواح آل فرعون غدوة وعشيا فيصل إليهم الألم والوجع (1). قالوا: ويجوز أن يجمع الله من أجزاء الشهيد جملة

(1) حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 1 ص 130.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»