تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٧٠
* (وإلهكم إله وا حد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم (163) إن في خلق السماوات والأرض واختلف الليل والنهار والفلك التي تجرى في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الريح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) * (164) * (إله وا حد) * فرد في الإلهية لا شريك له فيها فلا يصح أن يسمى غيره إلها، و * (لا إله إلا هو) * تقرير للوحدانية بنفي غيره وإثباته، وهو بدل من موضع * (لا إله) * وهو الرفع، لأن * (لا) * مع ما بعده مبتدأ، وكذلك (1) في قولك: " لا إله إلا الله ": " الله " بدل من موضع " لا إله " والخبر محذوف، والتقدير: الله في الوجود * (الرحمن الرحيم) * المولى بجميع (2) النعم: أصولها وفروعها، ولا شئ سواه بهذه الصفة، فإن كل ما سواه: إما نعمة وإما منعم عليه.
سورة البقرة / 165 وروي: أن المشركين كان لهم حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، فلما سمعوا هذه الآية قالوا: إن كنت صادقا فأت بآية نعرف بها صدقك، فنزل (3): * (إن في خلق السماوات والأرض) * وإنشائهما على سبيل الاختراع والإبداع * (واختلف الليل والنهار) * أي: أعتقا بهما، كل واحد يعقب الآخر ويخلفه، أو اختلافهما في الجنس والهيئة والصفة * (والفلك) * أي: السفن * (التي تجرى في البحر بما ينفع الناس) * أي: بالذي ينفعهم فتكون " ما " موصولة، أو بنفعهم فتكون " ما " مصدرية * (وما أنزل الله من السماء) * أي: من نحو السماء أو من السحاب * (من ماء فأحيا به الأرض) * بالإنبات وإنماء النبات، أو أهل الأرض بإخراج الأقوات * (وبث فيها

(١) في بعض النسخ: هكذا.
(٢) في نسخة: لجميع.
(٣) راجع أسباب النزول للواحدي: ص ٤٧، وتفسير البغوي: ج ١ ص ١٣٥.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»