تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٦٤
مولاها " (1) أي: هو مولى تلك الجهة قد وليها، والمعنى: لكل أمة قبلة يتوجه إليها منكم ومن غيركم * (فاستبقوا) * أنتم * (الخيرات) * واسبقوا إليها غيركم في أمر القبلة وغيرها، ويجوز أن يكون المعنى: ولكل منكم يا أمة محمد جهة يصلي إليها جنوبية أو شمالية أو شرقية أو غربية، فاستبقوا الفاضلات من الجهات وهي الجهات المسامتة للكعبة وإن اختلفت * (أين ما تكونوا) * من الجهات المختلفة * (يأت بكم الله جميعا) * يجمعكم ويجعل صلواتكم كأنها إلى جهة واحدة، وكأنكم تصلون حاضري المسجد الحرام، وقيل: أينما كنتم من البلاد فيدرككم الموت يأت بكم الله إلى المحشر يوم القيامة، أي: يحشركم جميعا (2).
وروي عنهم (عليهم السلام): أن المراد به أصحاب المهدي في آخر الزمان (3).
سورة البقرة / 149 و 150 * (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون (149) ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون) * (150)

(١) وهي قراءة ابن عباس وابن عامر وأبي رجاء وعاصم برواية أبي بكر والذماري وشريح والمروي عن الباقر (عليه السلام). راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ١٧١، والتبيان:
ج ٢ ص ٢٣
، والتيسير في القراءات للداني: ص ٧٧، والحجة في القراءات لأبي زرعة:
ص ١١٧، والكشف عن وجوه القراءات للقيسي: ج ١ ص ٢٦٧، والبحر المحيط لأبي حيان:
ج ١ ص ٤٣٧، والفريد في اعراب القرآن للهمداني: ج ١ ص ٣٩١، وحسنه الزجاج في معاني القرآن واعرابه: ج ١ ص ٢٢٥.
(٢) قاله البغوي في تفسيره: ج ١ ص ١٢٦، والسمرقندي أيضا في تفسيره: ج ١ ص ١٦٦.
(٣) تفسير العياشي: ج ١ ص ٦٤ - 67 ح 117 و 118، وأوردها المصنف في مجمع البيان:
ج 1 - 2 ص 231.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»