منصوب بفعل مضمر يفسره " ارهبون ".
* (وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون) * (41) أي: وصدقوا بما أنزلته على محمد (صلى الله عليه وآله) من القرآن * (مصدقا لما معكم) * من التوراة * (ولا تكونوا أول كافر به) * أي: أول من كفر به، أو أول فريق كافر به، أو ولا يكن كل واحد منكم أول كافر به، كما يقال: كسانا الأمير حلة، أي: كسا كل واحد منا حلة، وهذا تعريض بأنه كان يجب أن يكون اليهود أول من يؤمن به، لمعرفتهم به وبصفته، ولأنهم كانوا يبشرون الناس بزمانه، ويستفتحون على الذين كفروا، وكانوا يقولون: إنا نتبعه أول الناس كلهم، فلما بعث كان أمرهم على العكس، كقوله: * (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) * (1)، وقيل: الضمير في * (به) * لما معكم، لأنهم إذا كفروا بما يصدقه فقد كفروا به (2) * (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) * الاشتراء استعارة للاستبدال، كما في قوله: * (اشتروا الضللة بالهدى) * (3) أي: لا تستبدلوا بآياتي ثمنا قليلا، وإلا فالثمن هو المشترى به، والثمن القليل:
الرياسة التي كانت لهم في قومهم خافوا فوتها باتباعه فاستبدلوها بآيات الله.
* (ولا تلبسوا الحق بالبطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) * (42) الباء في قوله: * (بالبطل) * يجوز أن يكون مثل ما في قولك: لبست الشئ بالشئ: خلطته به، فيكون المعنى: ولا تكتبوا في التوراة ما ليس منها فيختلط * (الحق بالبطل) *، ويجوز أن تكون باء الاستعانة كما في قولك: كتبت بالقلم،