تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٠١
وأن تصلوا صابرين على تكاليف الصلاة وما يجب فيها من إخلاص القلب ودفع الوساوس، أو واستعينوا على البلايا بالصبر عليها والالتجاء إلى الصلاة، وقيل:
الصبر: الصوم (1)، ومنه قيل لشهر رمضان: شهر الصبر (2)، * (وإنها) * الضمير للصلاة أو للاستعانة * (لكبيرة) * أي: شاقة ثقيلة * (إلا على الخاشعين) * لأنهم الذين يتوقعون ما ادخر للصابرين على مشاقها فتهون عليهم، والخشوع: التطأمن والإخبات والخضوع واللين والانقياد * (الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم) * أي:
يتوقعون لقاء ثوابه ونيل ما عنده، وفي مصحف عبد الله (3) " يعلمون " (4)، ولذلك فسر * (يظنون) * ب‍ " يتيقنون "، وكان النبي (عليه السلام) يقول: " يا بلال روحنا " (5)، وقال (عليه السلام): " وجعلت قرة عيني في الصلاة " (6).

(١) قاله مجاهد كما حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج ١ ص ٦٨.
(٢) انظر تفسير الماوردي: ج ١ ص ١١٥، وتفسير البغوي: ج ١ ص ٦٨، والكشاف للزمخشري: ج ١ ص ١٣٤.
(٣) هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، من أكابر الصحابة وهو من أهل مكة، ومن المقربين من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن السابقين إلى الاسلام، وأول من جهر بقراءة القرآن الكريم بمكة، وكان خادم رسول الله الأمين، يدخل عليه كل وقت، وكان له مصحف يعرف باسمه، ويقال: إنه نظر إليه عمر يوما وقال: وعاء ملئ علما، ولي بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بيت مال الكوفة، ثم قدم المدينة في خلافة عثمان، فتوفي فيها عن نحو ستين عاما، وكان قصيرا جدا، يكاد الجلوس يوارونه، وكان يحب الإكثار من التطيب، فإذا خرج من بيته عرف جيران الطريق أنه مر، من طيب رائحته. (الإصابة: ت ٤٩٥٥، وغاية النهاية:
ج ١ ص ٤٥٨، والبدء والتاريخ: ج ٥ ص ٩٧، وصفة الصفوة: ج ١ ص ١٥٤، وحلية الأولياء:
ج ١ ص ١٢٤).
(٤) حكاه عنه الزمخشري في كشافه: ج ١ ص ١٣٤.
(٥) رواه الزمخشري في الكشاف: ج ١ ص ١٣٤ مرفوعا.
(٦) فتح الباري لابن حجر: ج ١١ ص ٣٤٥، المعجم الصغير للطبراني: ج ١ ص ٢٦٢، مسند أبي حنيفة: ص ٥٤، جامع مسانيد الامام أبي حنيفة: ج ١ ص ٤٠٦، البداية والنهاية لابن كثير: ج ٦ ص ٣٠، تفسير القرطبي: ج ١٠ ص ١٦٧.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»