* (يبنى إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العلمين (47) واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون) * (48) * (وأنى فضلتكم) * في موضع نصب عطف على * (نعمتي) * أي: اذكروا نعمتي وتفضيلي إياكم * (على العلمين) * على الجم الغفير من الناس، كقوله: * (باركنا فيها للعلمين) * (1)، يقال: رأيت عالما من الناس يراد به الكثرة، أو تفضيلي إياكم في أشياء مخصوصة كإنزال المن والسلوى، والآيات الكثيرة كفلق البحر وتغريق فرعون، وكثرة الرسل فيكم (2) * (واتقوا يوما) * يريد يوم القيامة * (لا تجزى) * أي:
لا تقضي * (نفس عن نفس شيئا) * حقا وجب عليها لله أو لغيره، كقوله: * (لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا) * (3) وهذه الجملة منصوبة الموضع صفة ل * (يوما) * والعائد منها إلى الموصوف محذوف تقديره: لا تجزي فيه، حذف الجار ثم حذف الضمير، ومعنى التنكير أن نفسا من الأنفس لا تجزي عن نفس منها شيئا من الأشياء * (ولا يقبل منها شفعة) * هذا مختص باليهود، فإنهم (4) قالوا: " آباؤنا يشفعون لنا " فأويسوا، لأن الأمة مجتمعة على أن لنبينا صلوات الله عليه وآله شفاعة مقبولة وإن اختلفوا في كيفيتها، وإجماعها حجة * (ولا يؤخذ منها عدل) * أي: فدية، لأنها معادلة للمفدي * (ولا هم ينصرون) * يعني: مادلت عليه النفس المنكرة من النفوس الكثيرة، والتذكير بمعنى العباد والأناسي كما قالوا: ثلاثة أنفس.
سورة البقرة / 49 و 50 * (وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون