تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٩٦
الإغناء والإماتة بعد الإحياء، ومن قرأ: " فأزالهما " (1) فالمعنى: فأزالهما مما كانا فيه من النعيم والكرامة أو من الجنة * (وقلنا اهبطوا) * خطاب لآدم وحواء، والمراد:
هما وذريتهما، لأنهما لما كانا أصل الإنس جعلا كأنهما الإنس كلهم، ويدل عليه قوله في موضع آخر: * (اهبطا منها جميعا) * (2)، * (بعضكم لبعض عدو) * والمعنى فيه: ما عليه الناس من التعادي والمخالفة وتضليل بعضهم لبعض، والهبوط: النزول إلى الأرض، والمستقر: موضع الاستقرار أو الاستقرار (3)، * (ومتع) * أي: تمتع سورة البقرة / 37 و 38 بالعيش * (إلى حين) * إلى يوم القيامة، وقيل: إلى الموت (4). قال السراج (5): لو قيل: * (ولكم في الأرض مستقر ومتع) * لظن أن ذلك غير منقطع، فقيل: * (إلى حين) * أي: إلى حين انقطاعه (6).

(١) وهي قراءة حمزة والأعمش والحسن والأعرج وطلحة وأبي رجاء. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ١٥٣، والكشف عن وجوه القراءات للقيسي: ج ١ ص ٢٣٦، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٣١٢، والحجة في علل القراءات السبع لأبي علي الفارسي: ج ٢ ص ١٠، والبحر المحيط لأبي حيان: ج ١ ص ١٦١.
(٢) طه: ١٢٣.
(٣) في نسخة ليس فيها: " أو الاستقرار ".
(٤) قاله ابن عباس والسدي. راجع تفسير ابن عباس: ص ٧، وتفسير الماوردي: ج ١ ص ١٠٨.
(٥) محمد بن السري بن سهل البغدادي المعروف بابن السراج، أبو بكر، أديب، نحوي، لغوي، صحب المبرد وقرأ عليه كتاب سيبويه في النحو، ثم اشتغل بالموسيقى، ثم رجع إلى كتاب سيبويه ونظر في دقائقه وعول على مسائل الأخفش والكوفيين، وخالف أصول البصريين في مسائل كثيرة، وأخذ عنه عبد الرحمن الزجاجي وأبو سعيد السيرافي وأبو علي الفارسي وعلي بن عيسى الرماني وتوفي كهلا، من تصانيفه: شرح كتاب سيبويه في النحو، احتجاج القراء في القراءة، جمل الأصول، الاشتقاق، الشعر والشعراء. (سير النبلاء: ج ٩ ص ٢٦٦، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج ٥ ص ٣١٩ - ٣٢٠، ووفيات الأعيان لابن خلكان: ج ١ ص ٦٣٦ - ٦٣٧، ومعجم الأدباء: ج ١٨ ص ١٩٧ - ٢٠١، والكامل في التاريخ لابن الأثير:
ج ٨ ص ٦ و ٦٢).
(٦) حكاه عنه الشيخ الطوسي في التبيان: ج ١ ص ١٦٥.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»