تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٢٨
بأسنا) * حتى أنزلنا عليهم العذاب بتكذيبهم * (قل هل عندكم من علم) * من أمر معلوم يصح الاحتجاج به فيما قلتم * (فتخرجوه لنا) * وهذا من التهكم والشهادة بأن مثل قولهم محال أن يكون له حجة * (إن تتبعون) * أي: ما تتبعون في قولكم هذا * (إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون) * تقدرون أن الأمر كما تزعمون، أو تكذبون * (قل فلله الحجة البلغة) * أي: فإن كان الأمر كما زعمتم أن ما أنتم عليه بمشيئة الله فلله الحجة البالغة عليكم على قود مذهبكم، فإنه يقتضي أن تعلقوا دين من يخالفكم أيضا بمشيئة الله * (فلو شاء لهديكم أجمعين) * منكم ومن مخالفيكم (1) في الدين، فينبغي أن توالوهم ولا تعادوهم لأن المشيئة تجمع بين ما أنتم عليه وما هم عليه * (هلم) * يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وبنو تميم تؤنث وتجمع (2)، والمعنى: هاتوا * (شهداءكم الذين يشهدون) * بصحة ما تدعونه من * (أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم) * أي: لا تسلم لهم ما شهدوا به ولا تصدقهم، لأنه إذا سلم لهم فكأنه شهد مثل شهادتهم وكان واحدا منهم.
سورة الأنعام / 151 * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولدكم من إملق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) * (151) * (ما حرم) * منصوب ب‍ * (أتل) * بمعنى: أتل الذي حرمه ربكم، أو ب‍ * (حرم) * بمعنى: أتل أي شئ حرم ربكم لأن التلاوة من القول (3)، و " أن " في " أن

(١) في نسخة: مخالفتكم.
(٢) انظر تفصيل ذلك في الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج ٢ ص ٢٤٦.
(٣) قال الهمداني في الفريد في إعراب القرآن: ج 2 ص 248: و " ما " على هذا تكون استفهامية، و " عليكم " يحتمل أن يكون من صلة التلاوة، وأن يكون من صلة التحريم.
(٦٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 623 624 625 626 627 628 629 630 631 632 633 ... » »»