تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٢٠
حال ماضية استحضارا لتلك الحال الشنيعة ليتعجب منها. وقرئ: * (ألا تكون) * بالنصب والرفع (1)، والرفع على تقدير: وحسبوا أنه لا تكون فتنة، فخففت " أن " وحذف ضمير الشأن وجعل الحسبان بمنزلة العلم حيث أدخل على " أن " التي هي للتحقيق لقوته في صدورهم، والمعنى: وحسب بنو إسرائيل أنهم (2) لا تصيبهم من الله * (فتنة) * أي: بلاء وعذاب في الدنيا والآخرة * (فعموا) * عن الدين * (وصموا) * عن الحق * (ثم تاب الله عليهم) * لما تابوا * (ثم عموا وصموا كثير منهم) * هو بدل من واو الضمير، أو هو على قولهم: أكلوني البراغيث، أو هو على " أولئك كثير منهم " والمعنى: أن كثيرا منهم عادوا كما كانوا، وقيل: يعني بالكثير منهم من كان في عصر نبينا (عليه السلام) (3) * (والله بصير بما يعملون) * أي: عالم بأعمالهم، وفيه وعيد لهم.
* (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يبنى إسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظلمين من أنصار (72) لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله وا حد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم (73) أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم) * (74) سورة المائدة / 72 - 74 احتج سبحانه على النصارى بقول عيسى (عليه السلام): * (اعبدوا الله ربى وربكم) * إذ لم يفرق بينه وبينهم في أنه عبد مربوب مثلهم * (إنه من يشرك بالله) * في عبادته أو فيما يختص به من صفاته أو أفعاله * (فقد حرم الله عليه الجنة) * التي هي دار

(١) وهي قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي. راجع التبيان: ج ٣ ص ٥٩٦، واعراب القرآن للنحاس: ج 2 ص 32، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 247.
(2) في بعض النسخ: أنه.
(3) قاله البغوي في تفسيره: ج 2 ص 53.
(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»