رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدى القوم الكافرين) * (67) روى الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس وجابر بن عبد الله: أن الله تعالى أمر نبيه أن ينصب عليا (عليه السلام) للناس ويخبرهم بولايته، فتخوف (عليه السلام) أن يقولوا حابى ابن عمه، وأن يشق ذلك على جماعة من أصحابه، فنزلت هذه الآية، فأخذ بيده يوم غدير خم وقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه " (1). وقرئ: " فما بلغت رسالاته " (2) أي: إن لم تبلغ هذه الرسالة * (فما بلغت) * إذا ما كلفت به من الرسالات وكنت كأنك لم تؤد منها شيئا قط لأنك إذا لم تؤدها فكأنك أغفلت أداءها جميعا * (والله يعصمك من الناس) * هذا وعد من الله بالحفظ والكلاءة، ومعناه: والله يضمن لك العصمة من أن ينالوك بسوء فما عذرك في مراقبتهم (3) * (إن الله لا يهدى القوم الكافرين) * يريد أن لا يمكنهم من إنزال مكروه بك.
وعن أنس: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحرس حتى نزلت الآية، فأخرج رأسه من قبة أدم فقال: انصرفوا فقد عصمني الله من الناس (4).
* (قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين) * (68)