تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٠٠
* (فكيف) * يصنع هؤلاء الكفار * (إذا جئنا من كل أمة بشهيد) * يشهد عليهم بما فعلوا وهو نبيهم * (وجئنا بك) * يا محمد * (على هؤلاء) * يعني: قومه * (شهيدا) * والمعنى: أن الله سبحانه يستشهد يوم القيامة كل نبي على أمته فيشهد لهم وعليهم.
وعن ابن مسعود أنه قرأ هذه الآية على النبي (صلى الله عليه وآله) ففاضت عيناه (1)، فانظر في هذه الحالة إذا كان الشاهد يبكي لهول هذه المقالة فماذا ينبغي أن يصنع المشهود عليه من الانتهاء عن كل ما يستحيى منه على رؤوس الأشهاد!
* (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى) * من التسوية، وقرئ:
" لو تسوى " بحذف التاء (2) من تتسوى، و " تسوى " بإدغام التاء في السين (3)، يقال: سويته فتسوى، والمعنى: يودون أنهم لم يبعثوا وأنهم كانوا والأرض سواء، وقيل: يودون لو يدفنون فتسوى بهم الأرض كما * (تسوى) * بالموتى (4)، * (ولا يكتمون الله حديثا) * ولا يقدرون على كتمانه لأن جوارحهم تشهد عليهم.
سورة النساء / 43 * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكرى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا) * (43)

(١) رواه عنه البغوي في تفسيره: ج ١ ص ٤٢٩، وأخرجه السيوطي بسنده عنه في الدر المنثور: ج ٢ ص ٥٤١.
(٢) قرأه حمزة والكسائي. راجع كتاب التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٣٧٦.
(٣) قرأه نافع وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٢٣٤، وكتاب التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٣٧٦، والتبيان ج ٣ ص ٢٠٢.
(4) قاله الزمخشري في كشافه: ج 1 ص 512.
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»