تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٠٣
ويريدون أن تضلوا السبيل (44) والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا (45) من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) * (46) * (ألم تر) * من رؤية القلب، وعدي ب‍ " إلى " لأنه بمعنى: ألم تنظر إليهم أو ألم ينته علمك إليهم * (أوتوا نصيبا من الكتاب) * أعطوا حظا من علم التوراة وهم أحبار اليهود * (يشترون الضللة) * يستبدلونها بالهدى، وهي البقاء على اليهودية بعد وضوح المعجزات الدالة على صدق محمد (صلى الله عليه وآله) والآيات الموضحة عن صحة نبوته، وأنه النبي العربي المبشر به في التوراة والإنجيل * (ويريدون أن تضلوا) * أنتم أيها المؤمنون سبيل الحق كما ضلوه، فكأنهم إذا ضلوا أحبوا أن يضل (1) غيرهم معهم * (والله أعلم) * منكم * (بأعدائكم) * وقد أخبركم بعداوة هؤلاء لكم فاحذروهم ولا تستشيروهم في أموركم * (وكفى بالله وليا) * فثقوا بولايته ونصرته ولا تبالوا بهم.
* (من الذين هادوا) * بيان ل‍ * (الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) * لأنهم يهود ونصارى، وتوسطت بين البيان والمبين جمل (2) اعتراضية وهي قوله: * (والله أعلم... وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا) *، ويجوز أن يكون بيانا ل‍ " أعدائكم " أو صلة ل‍ * (نصيرا) * أي: ينصركم من الذين هادوا كقوله: * (ونصرناه من القوم الذين كذبوا) * (3)، ويجوز أن يكون كلاما مبتدأ على تقدير: من الذين هادوا قوم

(١) في نسخة: يضلوا.
(٢) في نسخة: جملة.
(٣) الأنبياء: ٧٧.
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»