تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٧٦
ذريتهم لو تركوهم * (ضعفا) * ويشفقون عليهم وأن يصوروا ذلك في نفوسهم حتى لا يجسروا (1)، والمعنى: * (وليخش الذين) * حالهم أنهم لو قاربوا أن يتركوا خلفهم * (ذرية ضعفا) * وذلك إذا حان يومهم * (خافوا عليهم) * الضياع بعدهم لذهاب كافلهم * (فليتقوا الله) * في يتامى غيرهم أن يجفوهم ويظلموهم * (وليقولوا) * لهم * (قولا سديدا) * موافقا للشرع و (2) يخاطبوهم بخطاب جميل، ثم أوعد سبحانه آكلي مال اليتيم * (ظلما) * أي: ظالمين أو على وجه الظلم من أولياء السوء أو القضاة * (في بطونهم) * ملء بطونهم، ومعنى * (يأكلون... نارا) * يأكلون ما يجر إلى النار فكأنه نار في الحقيقة، وقرئ: " وسيصلون " (3)، يقال:
صلي النار يصلاها صليا وأصلاه الله النار * (سعيرا) * أي: نارا مستعرة.
* (يوصيكم الله في أولدكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت وا حدة فلها النصف ولأبويه لكل وا حد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصى بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما) * (11) سورة النساء / 11 * (يوصيكم الله) * أي: يأمركم به ويفرض عليكم، لأن الوصية منه سبحانه أمر وفرض * (في أولدكم) * أي: في شأن ميراثهم، وهذا إجمال تفصيله * (للذكر مثل حظ الأنثيين) * والمعنى: للذكر منهم أي: من أولادكم فحذف العائد لأنه مفهوم،

(1) في نسخة: لا يجترئوا.
(2) في نسخة: أو.
(3) قرأه ابن عامر ورجال عاصم سوى حفص. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد:
ص 227، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 372.
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»