الطيبات عليهم لبغيهم وظلمهم في قوله: * (ذلك جزيناهم ببغيهم) * (1) وقوله:
* (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبت أحلت لهم) * (2) الآية (3)، فقالوا:
لسنا بأول من حرمت عليه وقد كانت محرمة على نوح وإبراهيم ومن بعده من بني إسرائيل إلى أن انتهى التحريم إلينا، فكذبهم الله تعالى ثم قال: * (قل فأتوا بالتورية فاتلوها) * حتى يتبين أنه تحريم حادث بسبب ظلمكم وبغيكم لا تحريم قديم كما زعمتم فلم يجسروا على إخراج التوراة وبهتوا * (فمن افترى على الله الكذب) * بزعمه أن ذلك كان محرما على الأنبياء وعلى بني إسرائيل قبل إنزال التوراة * (فأولئك هم الظالمون) * لأنفسهم * (قل صدق الله) * تعريض بكذبهم، أي: ثبت أن الله صادق فيما أنزله وأنتم كاذبون * (فاتبعوا ملة إبراهيم) * وهي ملة الإسلام التي عليها محمد (صلى الله عليه وآله) ومن آمن معه، ثم برأ سبحانه إبراهيم مما كان ينسبه اليهود والمشركون إليه من كونه على دينهم فقال: * (وما كان من المشركين) *.
* (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعلمين (96) فيه آيات بينت مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العلمين) * (97) سورة آل عمران / 96 و 97 * (وضع للناس) * صفة ل * (بيت) * والمعنى: * (إن أول بيت) * جعل متعبدا * (للناس) * * (ل) * لبيت * (الذي ببكة) * وهي الكعبة، وبكة: علم للبلد الحرام، ومكة وبكة لغتان فيه (4)، وقيل: مكة: البلد، وبكة: موضع المسجد لأنها مزدحم