* (أن يؤتى) * والضمير في * (يحاجوكم) * ل * (أحد) * لأنه في معنى الجمع، يعني:
ولا تؤمنوا * (ل) * غير * (من تبع دينكم) * إن المسلمين يحاجونكم يوم القيامة بالحق ويغالبونكم عند الله بالحجة، ومعنى الاعتراض بقوله: * (قل إن الهدى هدى الله) * أن المراد بذلك: قل يا محمد لهم: إن من شاء الله أن يوفقه حتى يسلم أو يزيد ثباته على الإسلام كان ذلك، ولم ينفع حيلتكم ومكركم، وكذلك قوله: * (قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء) * المراد به: الهداية والتوفيق.
وفي الآية وجه آخر: وهو أن يتم الكلام عند قوله: * (إلا لمن تبع دينكم) * على معنى: لا تؤمنوا هذا الإيمان الظاهر إلا لمن كانوا تابعين لدينكم ممن أسلموا منكم، لأن رجوعهم كان أرجى عندهم، ولأن الإسلام منهم كان أغيظ لهم، وقوله:
* (أن يؤتى أحد) * معناه: لأن يؤتى أحد * (مثل ما أوتيتم) * دبرتم ذلك وفعلتموه لا لشئ آخر، يعني: أن ما بكم من الحسد لمن أوتي مثل ما أوتيتم من فضل العلم والكتاب دعاكم إلى أن قلتم ما قلتم، والدليل عليه قراءة ابن كثير (1): " أأن يؤتى أحد " بزيادة همزة الاستفهام للتقرير والتوبيخ (2) بمعنى: ألان يؤتى أحد. ومعنى * (أو يحاجوكم) * على هذا أنكم دبرتم لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ولما يتصل به عند كفركم من محاجتهم لكم عند ربكم.