آمنوا وشهدوا، ويجوز أن يكون الواو للحال بإضمار " قد " أي: كفروا وقد شهدوا * (أن الرسول حق) * (1)، ومعنى الآية: كيف يهديهم الله إلى طريق الإيمان وقد تركوه؟ أي: لا طريق يهديهم به إلى الإيمان وقد تركوا الوجه الذي هداهم به ولا طريق غيره، وقيل: معناه: كيف يلطف بهم الله وليسوا من أهل اللطف لما علم سبحانه من تصميمهم على الكفر ودل على تصميمهم بأنهم كفروا بعد ما شهدوا أن الرسول حق وبعدما جاءتهم المعجزات التي تثبت بها النبوة وهم اليهود كفروا بالنبي (صلى الله عليه وآله) بعد أن كانوا مؤمنين به (2)، وقيل: نزلت في رهط كانوا أسلموا ثم رجعوا عن الإسلام ولحقوا بمكة (3) * (إلا الذين تابوا من بعد ذلك) * الكفر والارتداد * (وأصلحوا) * ما أفسدوا أو (4) دخلوا في الصلاح.
* (إن الذين كفروا بعد إيمنهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون (90) إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم ومالهم من نصرين) * (91) يعني: اليهود * (الذين كفروا) * بعيسى * (بعد إيمنهم) * بموسى * (ثم ازدادوا كفرا) * بكفرهم بمحمد (صلى الله عليه وآله) أو كفروا برسول الله بعد أن كانوا به مؤمنين قبل مبعثه ثم ازدادوا كفرا بإصرارهم على ذلك وعداوتهم له ونقضهم عهده وصدهم عن