تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغفل عما تعملون) * (99) الواو في قوله: * (والله شهيد) * للحال، والمعنى * (لم تكفرون) * بالآيات التي دلتكم على صدق محمد (صلى الله عليه وآله) والحال أن الله يشاهد أعمالكم فيجازيكم عليها؟!
فكيف تجسرون على الكفر بآياته؟! و * (سبيل الله) * التي أمر بسلوكها هو دين الإسلام، وكانوا يحتالون لصد المؤمنين عنه بجهدهم، ويغرون بين الأوس والخزرج يذكرونهم الحروب التي كانت بينهم في الجاهلية ليعودوا لمثلها * (تبغونها عوجا) * تطلبون لها اعوجاجا وميلا عن الاستقامة * (وأنتم شهداء) * بأنها سبيل الله الذي ارتضاه وتجدون ذلك في كتابكم، أو أنتم شهداء بين أهل دينكم يثقون بأقوالكم وهم الأحبار * (وما الله بغفل عما تعملون) * وعيد لهم.
* (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمنكم كفرين (100) وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صرا ط مستقيم) * (101) خاطب سبحانه الأوس والخزرج فقال: * (إن تطيعوا) * هؤلاء اليهود في إحياء الضغائن التي كانت بينكم في الجاهلية * (يردوكم) * كفارا * (بعد إيمنكم) * ثم عظم الشأن عليهم بأن قال: * (وكيف تكفرون) * أي: ومن أين يتطرق إليكم الكفر والحال أن آيات الله * (تتلى عليكم) * على لسان رسوله وهو بين أظهركم يعظكم وينبهكم (1)، ومن يتمسك بدين الله فقد حصل له الهدى لا محالة.
* (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم