بالاحتياط والنصفة لا يزيد على ما يجب أن يكتب ولا ينقص، فقوله: * (بالعدل) * صفة ل * (كاتب) *، وفي هذا دلالة على أن الكاتب يجب أن يكون فقيها عالما بالشروط حتى يجئ مكتوبه معدلا بالشرع * (ولا يأب كاتب) * أي: ولا يمتنع أحد من الكتاب * (أن يكتب كما علمه الله) * كتابة الوثائق، وقيل: كما نفعه الله بتعليمها فلينفع الناس بكتابته (1)، وهو فرض على الكفاية عند أكثر المفسرين (2)، ويجوز أن يتعلق * (كما علمه الله) * ب * (أن يكتب) * فيكون نهيا عن الامتناع عن الكتابة المقيدة، ثم قيل له: * (فليكتب) * أي: فليكتب تلك الكتابة ولا يعدل عنها، ويجوز أن يتعلق بقوله: * (فليكتب) * فيكون نهيا عن الامتناع عن الكتابة على الإطلاق ثم أمر بها مقيدة * (وليملل الذي عليه الحق) * أي: وليكن المملي من وجب عليه الحق لأنه هو المشهود على ثباته في ذمته وإقراره به، والإملاء والإملال لغتان نطق بهما القرآن: * (فهي تملى عليه) * (3)، * (ولا يبخس منه) * أي: من الحق * (شيئا) *.
* (فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا) * السفيه: المحجور عليه لتبذيره أو الجاهل بالإملاء، والضعيف: الصبي أو الشيخ الخرف * (أو لا يستطيع أن يمل هو) * بنفسه لعي أو خرس * (فليملل وليه) * الذي يلي أمره من وصي إن كان صبيا أو سفيها (4) أو وكيل إن كان غير مستطيع أو ترجمان يمل عنه وهو يصدقه، ففي قوله: * (أن يمل) * هو أنه غير مستطيع بنفسه ولكن بغيره وهو الذي يترجم عنه.
* (واستشهدوا شهيدين) * واطلبوا أن يشهد لكم شهيدان على الدين * (من