ماله فقد ثبت بعض نفسه ومن بذل ماله وروحه فقد ثبتها كلها، وعلى الآخر لابتداء الغاية كقوله: * (حسدا من عند أنفسهم) * (1)، والمعنى: * (ومثل) * نفقة هؤلاء * (كمثل جنة) * أي: بستان * (بربوة) * بمكان مرتفع، وخصها لأن الشجر فيها أزكى وأحسن ثمرا * (أصابها وابل) * مطر عظيم القطر * (فاتت أكلها) * ثمرتها * (ضعفين) * مثلي ما كانت تثمر بسبب الوابل * (فإن لم يصبها وابل فطل) * فمطر صغير القطر يكفيها لكرم منبتها، أو مثل حالهم عند الله بالجنة على الربوة ونفقتهم الكثيرة والقليلة بالوابل والطل، وكما أن كل واحد من المطرين يضعف أكل الجنة فكذلك نفقتهم كثيرة كانت أو قليلة زاكية عند الله.
* (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهر له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) * (266) سورة البقرة / 267 * (أيود أحدكم) * الهمزة للإنكار، والواو في قوله: * (وأصابه الكبر) * للحال لا للعطف، ومعناه: * (أيود أحدكم أن تكون له جنة) * وقد * (أصابه الكبر) *، والإعصار: الريح التي تستدير ثم تسطع نحو السماء كالعمود، وهذا مثل لمن يعمل الأعمال الحسنة لا يبتغي بها وجه الله تعالى، فإذا كان يوم القيامة وجدها محبطة لا ثواب عليها فيتحسر عند ذلك حسرة من كانت له جنة من أبهج الجنان وأبهاها وفيها أنواع الثمار فبلغه * (الكبر وله) * أولاد * (ضعفاء) * والجنة معاشهم فهلكت بالصاعقة.