تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٥٤
وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحديهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم) * (282) سورة البقرة / 282 * (إذا تداينتم) * أي: تعاملتم وداين بعضكم بعضا، تقول: داينت الرجل إذا عاملته بدين معطيا أو آخذا، كما تقول: بايعته إذا بعته أو باعك * (بدين إلى أجل مسمى) * أي: بدين مؤجل * (فاكتبوه) * وإنما ذكر " الدين " ليرجع الضمير إليه في قوله تعالى: * (فاكتبوه) *، ولأن الدين يتنوع إلى مؤجل وحال، وقيل: * (مسمى) * ليعلم أن من حق الأجل أن يكون معلوما موقتا بالسنين أو الشهور أو الأيام (1)، وهذا الأمر مندوب إليه، قال ابن عباس: والمراد به السلم لما حرم الله الربا أباح السلم (2) * (وليكتب بينكم كاتب بالعدل) * أي: كاتب مأمون على ما يكتب، يكتب

(1) قاله الزمخشري في الكشاف: ج 1 ص 325.
(2) حكاه عنه السمرقندي في تفسيره: ج 1 ص 237، والزمخشري في كشافه: ج 1 ص 325، وابن كثير في تفسيره: ج 1 ص 316.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»