تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٠٢
معرفتها أو من بعد ما عرفها * (فإن الله شديد العقاب) * له.
* (زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيمة والله يرزق من يشاء بغير حساب) * (212) الذي زين لهم * (الدنيا) * هو الشيطان حسنها في أعينهم بوساوسه فلا يريدون غيرها، ويجوز أن يجعل ما خلق الله فيها من الأشياء المشتهيات وما ركبه فيهم من الشهوة لها تزيينا، لأن التكليف لا يتم إلا مع الشهوة * (ويسخرون من الذين آمنوا) * لزهدهم فيها أو من المؤمنين الذين لاحظ لهم منها * (والذين اتقوا فوقهم يوم القيمة) * لأنهم في عليين وهم في سجين، أو حالهم عالية لحالهم لأنهم في كراهة وهم في هوان * (والله يرزق من يشاء بغير حساب) * بغير تقدير فيوسع الله على من توجب الحكمة التوسعة عليه، أو يعطي أهل الجنة مالا يأتي عليه الحساب.
* (كان الناس أمة وا حدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صرا ط مستقيم) * (213) سورة البقرة / 214 * (كان الناس أمة وا حدة) * متفقين على الفطرة فاختلفوا (1) * (فبعث الله النبيين) * وحذف " فاختلفوا " لدلالة قوله: * (ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) *

(١) انظر تفسير الميزان: ج ٢ ص ١١٢ - 127 ففيه تفصيل ممتع وبحث مرتع حول الانسان وشعوره وعلومه وكونه مدنيا واجتماعيا بالطبع ثم حدوث الاختلاف بين أفراده ودور الدين في رفعه، فراجع.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»