تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٠٦
والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعملهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحب النار هم فيها خلدون) * (217) سورة البقرة / 218 و 220 بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الله بن جحش على سرية في جمادي الآخرة قبل قتال بدر بشهرين ليترصد عيرا لقريش فيها عمرو بن عبد الله الحضرمي فقتلوه واستاقوا العير وفيها من تجارة الطائف، وكان ذلك أول يوم من رجب وهم يظنونه من جمادي الآخرة، فقالت قريش: قد استحل محمد (صلى الله عليه وآله) الشهر الحرام، فنزلت (1) الآية، أي: يسألك الكفار أو المسلمون عن القتال في الشهر الحرام * (قتال فيه) * بدل الاشتمال من الشهر الحرام * (قل قتال فيه كبير) * أي: إثم كبير، وجاز الابتداء بالنكرة لأنه تخصص بقوله: * (فيه) *، * (وصد عن سبيل الله) * مبتدأ و * (أكبر) * خبره، والمعنى: وكبائر قريش: من صدهم * (عن سبيل الله) * وعن * (المسجد الحرام) * وكفرهم بالله * (وإخراج) * أهل المسجد الحرام * (منه) * وهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمؤمنون * (أكبر عند الله) * مما فعلته السرية من القتال في الشهر الحرام على سبيل الخطأ والبناء على الظن * (والفتنة) * الإخراج أو الشرك * (والمسجد الحرام) * عطف على * (سبيل الله) *، * (ولا يزالون يقتلونكم) * إخبار عن دوام عداوة الكفار للمسلمين، و * (حتى) * معناه: التعليل، أي: * (يقتلونكم) * كي * (يردوكم عن دينكم) *، و * (إن استطاعوا) * استبعاد لاستطاعتهم * (ومن) * يرجع * (عن دينه) * إلى دينهم * (فيمت) * على الردة * (فأولئك حبطت أعملهم

(١) راجع أسباب النزول للواحدي: ص ٦١، وتفسير القرطبي: ج ٣ ص ٤١، والكشاف: ج 1 ص 258.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»