وسطا) * أي: خيارا، وهو وصف بالاسم الذي هو وسط الشئ، ولذلك استوى فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وإنما قيل للخيار: وسط، لأن الأطراف يتسارع إليها الفساد والأوساط محفوظة (1) مكنوفة، أو عدولا لأن الوسط عدل بين الأطراف ليس إلى بعضها أقرب من بعض * (لتكونوا شهداء على الناس) * روي:
أن الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء، فيطالب الله الأنبياء بالبينة على أنهم قد بلغوا وهو أعلم، فيؤتى بأمة محمد (صلى الله عليه وآله) فيشهدون لهم، وهو صلوات الله عليه وآله يزكيهم (2).
ويروى عن علي (عليه السلام) أنه قال: " إن الله إيانا عنى، فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه " (3).
وقيل: لتكونوا شهداء على الناس في الدنيا، أي: حجة عليهم فتبينوا لهم الحق والدين (4)، * (ويكون الرسول) * مؤديا للشرع وأحكام الدين إليكم، والشاهد مبين، ويقال للشاهد: بينة، ولما كان الشهيد كالرقيب جئ ب " على " التي هي كلمة الاستعلاء، كما في قوله تعالى: * (كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد) * (5)، * (التي كنت عليها) * ليست بصفة للقبلة، وإنما هي المفعول الثاني ل " جعل "، يريد: * (وما جعلنا القبلة) * الجهة التي كنت عليها وهي الكعبة، لأنه (عليه السلام) كان يصلي بمكة إلى الكعبة، ثم أمر بالصلاة إلى صخرة بيت المقدس بعد الهجرة تألفا لليهود، ثم حول إلى الكعبة، فيقول: وما جعلنا قبلتك الجهة التي كنت تستقبلها بمكة أولا ثم رددناك إليها ثانيا * (إلا) * امتحانا للناس وابتلاء * (لنعلم) *