____________________
اسما لا فعلا، وذلك أنه لو قيل وسخرنا الطير يحشرن على أن الحشر يوجد من حاشرها شيئا بعد شئ والحاشر هو الله عز وجل لكان خلفا لأن حشرها جملة واحدة أدل على القدرة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: كان إذا سبح جاوبته الجبال بالتسبيح واجتمعت إليه الطير فسبحت فذلك حشرها. وقرئ والطير محشورة بالرفع (كل له أواب) كل واحد من الجبال والطير لأجل داود: أي لأجل تسبيحه مسبح لأنها كانت تسبح بتسبيحه ووضع الأواب موضع المسبح إما لأنها كانت ترفع التسبيح، والمرجع رجاع لأنه يرجع إلى فعله رجوعا بعد رجوع، وإما لأن الأواب وهو التواب الكثير الرجوع إلى الله وطلب مرضاته من عادته أن يكثر ذكر الله ويديم تسبيحه وتقديسه، وقيل الضمير لله: أي كل من داود والجبال والطير لله أواب: أي مسبح مرجع للتسبيح (وشددنا ملكه) قويناه، قال تعالى - سنشد عضدك - وقرئ شددنا على المبالغة. قيل كان يبيت حول محرابه أربعون ألف مستلئم يحرسونه. وقيل الذي شد الله به ملكه وقذف في قلوب قومه الهيبة أن رجلا ادعى عنده على آخر بقرة وعجز عن إقامة البينة، فأوحى الله تعالى إليه في المنام أن اقتل المدعى عليه فقال: هذا منام، فأعيد الوحي في اليقظة فأعلم الرجل فقال: إن الله عز وجل لم يأخذني بهذا الذنب ولكن بأني قلت أبا هذا غيلة فقتله، فقال الناس: إن أذنب أحد ذنبا أظهره الله عليه فقتله فهابوه (الحكمة) الزبور وعلم الشرائع، وقيل كل كلام وافق الحق فهو حكمة.
الفصل: التمييز بين الشيئين. وقيل للكلام البين فصل بمعنى المفصول كضرب الأمير لأنهم قالوا كلام ملتبس وفي كلامه لبس، والملتبس المختلط، فقيل في نقيضه فصل: أي مفصول بعضه من بعض. فمعنى فصل الخطاب:
البين من الكلام الملخص الذي يتبينه من يخاطب به لا يلتبس عليه، ومن فصل الخطاب وملخصه أن لا يخطئ صاحبه مظان الفصل والوصل فلا يقف في كلمة الشهادة على المستثنى منه ولا يتلو قوله - فويل للمصلين - إلا موصولا بما بعده ولا - والله يعلم وأنتم - حتى يصله بقوله - ولا تعلمون - ونحو ذلك وكذلك مظان العطف وتركه والإضمار والإظهار والحذف والتكرار وإن شئت كان الفصل بمعنى الفاصل كالصوم والزور وأردت بفصل الخطاب الفاص من الخطاب الذي يفصل بين الصحيح والفاسد والحق والباطل والصواب والخطأ وهو كلامه في القضايا والحكومات وتدابير الملك والمشورات، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو قوله: البينة على المدعى واليمين على المدعى عليه وهو من الفصل بين الحق والباطل، ويدخل فيه قول بعضهم هو قوله أما بعد لأنه يفتتح إذا تلكم في الأمر الذي له شأن بذكر الله وتحميده فإذا أراد أن يخرج إلى الغرض المسوق إليه فصل بينه وبين ذكر الله بقوله أما بعد، ويجوز أن يراد الخطاب القصد الذي ليس فيه اختصار مخل ولا إشباع ممل ومنه ما جاء في صفة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم " فصل لا نزر ولا هذر ". كان أهل زمان داود عليه السلام يسأل بعضهم بعضا أن ينزل له عن امرأته فيتزوجها إذا أعجبته وكانت لهم عادة في المواساة بذلك قد اعتادوها. وقد روينا أن الأنصار كانوا يواسون المهاجرين بمثل ذلك، فاتفق أن عين داود وقعت على امرأة رجل يقال له أوريا فأحبها فسأله النزول له عنها فاستحيا أن يرده ففعل فتزوجها وهى أم سليمان فقيل له إنك مع عظم منزلتك وارتفاع مرتبتك وكبر شأنك وكثرة نسائك لم يكن ينبغي لك أن تسأل رجلا ليس له إلا امرأة واحدة النزول، بل كان الواجب عليك مغالبة هواك وقهر نفسك والصبر على ما امتحنت به. وقيل خطبها أوريا ثم خطبها داود فآثره أهلها، فكان ذنبه
الفصل: التمييز بين الشيئين. وقيل للكلام البين فصل بمعنى المفصول كضرب الأمير لأنهم قالوا كلام ملتبس وفي كلامه لبس، والملتبس المختلط، فقيل في نقيضه فصل: أي مفصول بعضه من بعض. فمعنى فصل الخطاب:
البين من الكلام الملخص الذي يتبينه من يخاطب به لا يلتبس عليه، ومن فصل الخطاب وملخصه أن لا يخطئ صاحبه مظان الفصل والوصل فلا يقف في كلمة الشهادة على المستثنى منه ولا يتلو قوله - فويل للمصلين - إلا موصولا بما بعده ولا - والله يعلم وأنتم - حتى يصله بقوله - ولا تعلمون - ونحو ذلك وكذلك مظان العطف وتركه والإضمار والإظهار والحذف والتكرار وإن شئت كان الفصل بمعنى الفاصل كالصوم والزور وأردت بفصل الخطاب الفاص من الخطاب الذي يفصل بين الصحيح والفاسد والحق والباطل والصواب والخطأ وهو كلامه في القضايا والحكومات وتدابير الملك والمشورات، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو قوله: البينة على المدعى واليمين على المدعى عليه وهو من الفصل بين الحق والباطل، ويدخل فيه قول بعضهم هو قوله أما بعد لأنه يفتتح إذا تلكم في الأمر الذي له شأن بذكر الله وتحميده فإذا أراد أن يخرج إلى الغرض المسوق إليه فصل بينه وبين ذكر الله بقوله أما بعد، ويجوز أن يراد الخطاب القصد الذي ليس فيه اختصار مخل ولا إشباع ممل ومنه ما جاء في صفة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم " فصل لا نزر ولا هذر ". كان أهل زمان داود عليه السلام يسأل بعضهم بعضا أن ينزل له عن امرأته فيتزوجها إذا أعجبته وكانت لهم عادة في المواساة بذلك قد اعتادوها. وقد روينا أن الأنصار كانوا يواسون المهاجرين بمثل ذلك، فاتفق أن عين داود وقعت على امرأة رجل يقال له أوريا فأحبها فسأله النزول له عنها فاستحيا أن يرده ففعل فتزوجها وهى أم سليمان فقيل له إنك مع عظم منزلتك وارتفاع مرتبتك وكبر شأنك وكثرة نسائك لم يكن ينبغي لك أن تسأل رجلا ليس له إلا امرأة واحدة النزول، بل كان الواجب عليك مغالبة هواك وقهر نفسك والصبر على ما امتحنت به. وقيل خطبها أوريا ثم خطبها داود فآثره أهلها، فكان ذنبه