____________________
الشركاء الذين خلطوا أموالهم الواحد خليط وهى الخلطة وقد غلبت في الماشية، والشافعي رحمه الله يعتبرها، فإذا كان الرجلان خليطين في ماشية بينهما غير مقسومة أو لكل واحد منهما ماشية على حدة، إلا أن مراحهما ومسقاهما وموشع حلبهما والراعي والكلب واحد والفحولة مختلطة فهما يزكيان زكاة الواحد، فإن كان لهما أربعون شاة فعليهما شاة، وإن كانوا ثلاثة ولهم مائة وعشرون لكل واحد أربعون فعليهم واحدة كما لو كانت لواحد. وعند أبي حنيفة لا تعتبر الخلطة والخليط والمنفرد عنده واحد، ففي أربعين بين خليطين لا شئ عنده، وفي مائة وعشرين بين ثلاثة ثلاث شياه. فإن قلت: فهذه الخلطة ما تقول فيها؟ قلت: عليهما شاة واحدة فيجب على ذي النعجة أداء جزء من مائة جزء من الشاة عند الشافعي رحمه الله، وعند أبي حنيفة لا شئ عليه؟ فإن قلت: ماذا أراد بذكر حال الخلطاء في ذلك المقام؟ قلت: قصد به الموعظة الحسنة والترغيب في إيثار عادة الخلطاء الصلحاء الذين حكم لهم بالقلة، وأن يكره إليهم الظلم والاعتداء الذي عليه أكثرهم مع التأسف على حالهم، وأن يسلى المظلوم عما جرى عليه من خليطه وأن له في أكثر الخلطاء أسوة. وقرئ ليبغى بفتح الياء على تقدير النون الخفيفة وحذفها كقوله:
* اضرب عنك الهموم طارقها * وهو جواب قسم محذوف وليبغ بحذف الياء اكتفاء عنها بالكسرة و" ما " في (وقليل ما هم) للإبهام وفيه تعجب من قلتهم، وإن أردت أن تتحقق فائدتها وموقعها فاطرحها من قول امرئ القيس: * وحديث ما على قصره * وانظر هل بقى له معنى قط؟ لما كان الظن الغالب يدانى العلم أستعير له، ومعناه: وعلم داود وأيقن (أنما فتناه) أنا ابتليناه لا محالة بامرأة أوريا هل يثبت أو يزل. وقرئ فتناه بالتشديد للمبالغة وأفتناه من قوله * لئن فتنتني لهى بالأمس أفتنت * وفتناه وفتناه على أن الألف ضمير الملكين، وعبر بالراكع عن الساجد لأنه ينحنى ويخضع كالساجد، وبه استشهد أبو حنيفة وأصحابه في سحدة التلاوة على أن الركوع يقوم مقام السجود. وعن الحسن: لأنه لا يكون ساجدا حتى يركع. ويجوز أن يكون قد استغفر الله لذنبه وأحرم بركعتي الاستغفار والإنابة، فيكون المعنى: وخر للسجود راكعا: أي مصليا لأن الركوع يجعل عبارة عن الصلاة (وأناب) ورجع إلى الله تعالى بالتوبة والتنصل. وروى أنه بقى ساجدا أربعين يوما وليلة لا يرفع رأسه إلا لصلاة مكتوبة أو مالا بد منه، ولا يرقأ دمعه حتى نبت العشب من دمعه إلى رأسه، ولم يشرب ماء إلا وثلثاه دمع وجهد نفسه راغبا إلى الله تعالى في العفو عنه حتى كاد يهلك، واشتغل بذلك عن الملك حتى وثب ابن له يقال له إيشا على ملكه ودعا إلى نفسه واجتمع إليه أهل الزيغ من بني إسرائيل، فلما غفر له حاربه فهزمه. وروى أنه نقش خطيئته في كفه حتى لا ينساها. وقيل إن الخصمين كانا من الإنس وكانت الخصومة على الحقيقة بينهما، إما كانا خليطين في الغنم، وإما كان أحدهما موسرا وله نسوان كثيرة من المهائر والسراري. والثاني معسرا ماله إلا امرأة واحدة فاستنزله عنها، وإنما فزع لدخولهما عليه في غير وقت الحكومة أن يكونا مغتالين، وما كان ذنب داود إلا أنه صدق أحدهما على الآخر وظلمه قبل مسئلته (خليفة في الأرض) أي استخلفناك على الملك في الأرض كمن يستخلفه بعض السلاطين على بعض البلاد ويملكه عليها، ومنه قولهم خلفاء الله في أرضه، أو جعلناك خليفة ممن
* اضرب عنك الهموم طارقها * وهو جواب قسم محذوف وليبغ بحذف الياء اكتفاء عنها بالكسرة و" ما " في (وقليل ما هم) للإبهام وفيه تعجب من قلتهم، وإن أردت أن تتحقق فائدتها وموقعها فاطرحها من قول امرئ القيس: * وحديث ما على قصره * وانظر هل بقى له معنى قط؟ لما كان الظن الغالب يدانى العلم أستعير له، ومعناه: وعلم داود وأيقن (أنما فتناه) أنا ابتليناه لا محالة بامرأة أوريا هل يثبت أو يزل. وقرئ فتناه بالتشديد للمبالغة وأفتناه من قوله * لئن فتنتني لهى بالأمس أفتنت * وفتناه وفتناه على أن الألف ضمير الملكين، وعبر بالراكع عن الساجد لأنه ينحنى ويخضع كالساجد، وبه استشهد أبو حنيفة وأصحابه في سحدة التلاوة على أن الركوع يقوم مقام السجود. وعن الحسن: لأنه لا يكون ساجدا حتى يركع. ويجوز أن يكون قد استغفر الله لذنبه وأحرم بركعتي الاستغفار والإنابة، فيكون المعنى: وخر للسجود راكعا: أي مصليا لأن الركوع يجعل عبارة عن الصلاة (وأناب) ورجع إلى الله تعالى بالتوبة والتنصل. وروى أنه بقى ساجدا أربعين يوما وليلة لا يرفع رأسه إلا لصلاة مكتوبة أو مالا بد منه، ولا يرقأ دمعه حتى نبت العشب من دمعه إلى رأسه، ولم يشرب ماء إلا وثلثاه دمع وجهد نفسه راغبا إلى الله تعالى في العفو عنه حتى كاد يهلك، واشتغل بذلك عن الملك حتى وثب ابن له يقال له إيشا على ملكه ودعا إلى نفسه واجتمع إليه أهل الزيغ من بني إسرائيل، فلما غفر له حاربه فهزمه. وروى أنه نقش خطيئته في كفه حتى لا ينساها. وقيل إن الخصمين كانا من الإنس وكانت الخصومة على الحقيقة بينهما، إما كانا خليطين في الغنم، وإما كان أحدهما موسرا وله نسوان كثيرة من المهائر والسراري. والثاني معسرا ماله إلا امرأة واحدة فاستنزله عنها، وإنما فزع لدخولهما عليه في غير وقت الحكومة أن يكونا مغتالين، وما كان ذنب داود إلا أنه صدق أحدهما على الآخر وظلمه قبل مسئلته (خليفة في الأرض) أي استخلفناك على الملك في الأرض كمن يستخلفه بعض السلاطين على بعض البلاد ويملكه عليها، ومنه قولهم خلفاء الله في أرضه، أو جعلناك خليفة ممن