____________________
هانوا عليه لما حرمهم، فعلى قياسهم ذلك قالوا (وما نحن بمعذبين) أرادوا أنهم أكرم على الله من أن يعذبهم نظرا إلى أحوالهم في الدنيا. وقد أبطل الله تعالى حسبانهم بأن الرزق فضل من الله يقسمه كما يشاء على حسب ما يراه من المصالح، فربما وسع على العاصي وضيق على المطيع، وربما عكس وربما وسع عليهما وضيق عليهما فلا ينقاس عليه أمر الثواب الذي مبناه على الاستحقاق. وقدر الرزق تضييقه، قال تعالى - ومن قدر عليه رزقه - وقرئ يقدر بالتشديد والتخفيف. أراد وما جماعة أموالكم ولا جماعة أولادكم بالتي تقربكم، وذلك أن الجمع المكسر عقلاؤه وغير عقلائه سواء في حكم التأنيث. ويجوز أن يكون التي هي التقوى وهي المقربة عند الله زلفى وحدها:
أي ليست أموالكم بتلك الموضوعة للتقريب. وقرأ الحسن باللاتي تقربكم لأنها جماعات، وقرئ بالذي يقربكم:
أي بالشئ الذي يقربكم. والزلفى والزلفة كالقربى والقربة ومحلها النصب: أي تقربكم قربة كقوله تعالى - أنبتكم من الأرض نباتا - (إلا من آمن) استثناء من كم في تقربكم، والمعنى: أن الأموال أحدا إلا المؤمن الصالح الذي ينفقها في سبيل الله، والأولاد لا تقرب أحدا إلا من علمهم الخير وفقههم في الدين ورشحهم للصلاح والطاعة (جزاء الضعف) من إضافة أن تضاعف لهم حسناتهم الواحدة عشرا. وقرئ جزاء الضعف بدل من جزاء. قرئ في الغرفات بضم الراء وفتحها وسكونها وفي الغرفة (فهو يخلفه) فهو يعوضه لا معوض سواه إما عاجلا بالمال أو بالقناعة التي هي كنز لا ينفد وإما آجلا بالثواب الذي كل خلف دونه. وعن مجاهد: من كان عنده من هذا المال ما يقيمه فليقتصد، فإن الرزق مقسوم ولعل ما قسم له قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه فينفق جميع ما في يده، ثم يبقى طول عمره في فقر، ولا يتأولن - وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه - فإن هذا في الآخرة، ومعنى الآية: وما كان من خلف فهو منه (خير الرازقين) وأعلاهم رب العزة لان كل ما رزق غيره من سلطان يرزق جنده أو سيد يرزق عبده أو رجل يرزق عياله فهو من رزق الله أجراه على أيدي هؤلاء، وهو خالق الرزق وخالق الأسباب التي بها ينتفع المرزوق بالرزق. وعن بعضهم: الحمد لله الذي أوجدني وجعلني ممن يشتهى، فكم من مشته لا يجد وواجد لا يشتهى. هذا الكلام خطاب للملائكة وتقريع للكفار وأرد على المثل السائر: إياك أعني
أي ليست أموالكم بتلك الموضوعة للتقريب. وقرأ الحسن باللاتي تقربكم لأنها جماعات، وقرئ بالذي يقربكم:
أي بالشئ الذي يقربكم. والزلفى والزلفة كالقربى والقربة ومحلها النصب: أي تقربكم قربة كقوله تعالى - أنبتكم من الأرض نباتا - (إلا من آمن) استثناء من كم في تقربكم، والمعنى: أن الأموال أحدا إلا المؤمن الصالح الذي ينفقها في سبيل الله، والأولاد لا تقرب أحدا إلا من علمهم الخير وفقههم في الدين ورشحهم للصلاح والطاعة (جزاء الضعف) من إضافة أن تضاعف لهم حسناتهم الواحدة عشرا. وقرئ جزاء الضعف بدل من جزاء. قرئ في الغرفات بضم الراء وفتحها وسكونها وفي الغرفة (فهو يخلفه) فهو يعوضه لا معوض سواه إما عاجلا بالمال أو بالقناعة التي هي كنز لا ينفد وإما آجلا بالثواب الذي كل خلف دونه. وعن مجاهد: من كان عنده من هذا المال ما يقيمه فليقتصد، فإن الرزق مقسوم ولعل ما قسم له قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه فينفق جميع ما في يده، ثم يبقى طول عمره في فقر، ولا يتأولن - وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه - فإن هذا في الآخرة، ومعنى الآية: وما كان من خلف فهو منه (خير الرازقين) وأعلاهم رب العزة لان كل ما رزق غيره من سلطان يرزق جنده أو سيد يرزق عبده أو رجل يرزق عياله فهو من رزق الله أجراه على أيدي هؤلاء، وهو خالق الرزق وخالق الأسباب التي بها ينتفع المرزوق بالرزق. وعن بعضهم: الحمد لله الذي أوجدني وجعلني ممن يشتهى، فكم من مشته لا يجد وواجد لا يشتهى. هذا الكلام خطاب للملائكة وتقريع للكفار وأرد على المثل السائر: إياك أعني