____________________
عن قلوبهم: أي كشف الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم بكلمة يتكلم بها رب العزة في إطلاق الاذن تباشروا بذلك وسأل بعضهم بعضا (ماذا قال ربكم؟ قالوا) قال (الحق) أي القول الحق وهو الاذن بالشفاعة لمن ارتضى. وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا أذن لمن أذن أن يشفع فزعته الشفاعة. وقرئ أذن له: أي أذن له الله وأذن له على البناء للمفعول. وقرأ الحسن فزع مخففا بمعنى فزع.
وقرئ فزع على البناء للفاعل وهو الله وحده وفرغ: أي نفى الوجل عنها وأفنى من قولهم فرغ الزاد إذا لم يبق منه شئ، ثم ترك ذكر الوجل وأسند إلى الجار والمجرور كما تقول دفع إلى زيد إذا علم ما المدفوع وقد تخفف، وأصله فرغ الوجل عنها: أي انتفى عنها وفنى، ثم حذف الفاعل وأسند إلى الجار والمجرور. وقرئ افرنقع عن قلوبهم بمعنى انكشف عنها. وعن أبي علقمة: أنه هاج به المرار فالتف عليه الناس، فلما أفاق قال: ما لكم تكأكأتم علي تكأكؤكم على ذي جنة افرنقوا عني. والكلمة مركبة من حروف المفارقة مع زيادة العين كما ركب اقمطر من حروف القمط مع زيادة الراء. وقرئ الحق بالرفع أي مقوله الحق (وهو العلي الكبير) ذو العلو والكبرياء ليس لملك ولا نبي أن يتكلم ذلك اليوم إلا بإذنه وأن يشفع إلا لمن ارتضى أمره بأن يقررهم بقوله (من يرزقكم) ثم أمره بأن يتولى الإجابة والاقرار عنهم بقوله يرزكم الله وذلك للاشعار بأنهم مقرون به بقلوبهم، إلا أنهم ربما أبوا أن يتكلموا به لان الذي تمكن في صدورهم من العناد وحب الشرك قد ألجم أفواههم عن النطق بالحق مع علمهم بصحته، ولأنهم إن تفوهوا بأن الله رازقهم لزمهم أن يقال لهم: فما لكم لا تعبدون من يرزقكم وتؤثرون عليه من لا يقدر على الرزق؟ ألا ترى إلى قوله - قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والابصار حتى قال فسيقولون الله - ثم قال - فماذا بعد الحق إلا الضلال - فكأنهم كانوا يقرون بألسنتهم مرة ومرة كانوا يتلعثمون عنادا وضرارا وحذارا من إلزام الحجة، ونحوه قوله عز وجل - قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا - وأمره أن يقول لهم بعد الالزام والالجام الذي إن لم يزد على إقرارهم بألسنتهم لم يتقاصر عنه (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) ومعناه: وإن أحد الفريقين من الذين
وقرئ فزع على البناء للفاعل وهو الله وحده وفرغ: أي نفى الوجل عنها وأفنى من قولهم فرغ الزاد إذا لم يبق منه شئ، ثم ترك ذكر الوجل وأسند إلى الجار والمجرور كما تقول دفع إلى زيد إذا علم ما المدفوع وقد تخفف، وأصله فرغ الوجل عنها: أي انتفى عنها وفنى، ثم حذف الفاعل وأسند إلى الجار والمجرور. وقرئ افرنقع عن قلوبهم بمعنى انكشف عنها. وعن أبي علقمة: أنه هاج به المرار فالتف عليه الناس، فلما أفاق قال: ما لكم تكأكأتم علي تكأكؤكم على ذي جنة افرنقوا عني. والكلمة مركبة من حروف المفارقة مع زيادة العين كما ركب اقمطر من حروف القمط مع زيادة الراء. وقرئ الحق بالرفع أي مقوله الحق (وهو العلي الكبير) ذو العلو والكبرياء ليس لملك ولا نبي أن يتكلم ذلك اليوم إلا بإذنه وأن يشفع إلا لمن ارتضى أمره بأن يقررهم بقوله (من يرزقكم) ثم أمره بأن يتولى الإجابة والاقرار عنهم بقوله يرزكم الله وذلك للاشعار بأنهم مقرون به بقلوبهم، إلا أنهم ربما أبوا أن يتكلموا به لان الذي تمكن في صدورهم من العناد وحب الشرك قد ألجم أفواههم عن النطق بالحق مع علمهم بصحته، ولأنهم إن تفوهوا بأن الله رازقهم لزمهم أن يقال لهم: فما لكم لا تعبدون من يرزقكم وتؤثرون عليه من لا يقدر على الرزق؟ ألا ترى إلى قوله - قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والابصار حتى قال فسيقولون الله - ثم قال - فماذا بعد الحق إلا الضلال - فكأنهم كانوا يقرون بألسنتهم مرة ومرة كانوا يتلعثمون عنادا وضرارا وحذارا من إلزام الحجة، ونحوه قوله عز وجل - قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا - وأمره أن يقول لهم بعد الالزام والالجام الذي إن لم يزد على إقرارهم بألسنتهم لم يتقاصر عنه (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) ومعناه: وإن أحد الفريقين من الذين