____________________
ذلك محرم (وما كان لكم) وما صح لكم إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نكاح أزواجه من بعده، وسمى.
نكاحهن بعده عظيما عنده، وهو من إعلام تعظيم الله لرسوله وإيجاب حرمته حيا وميتا، وإعلامه بذلك مما طيب به نفسه وسر قلبه واستغزر شكره، فإن نحو هذا مما يحدث الرجل به نفسه ولا يخلى منه فكره، ومن الناس من تفرط غيرته على حرمته حتى يتمنى لها الموت لئلا تنكح من بعده. وعن بعض الفتيان أنه كانت له جارية لا يرى الدنيا بها شغفا واستهتارا، فنظر إليها ذات يوم فتنفس الصعداء وانتحب فعلا نحيبه مما ذهب به، فكره هذا المذهب فلم يزل به ذلك حتى قتلها تصورا لما عسى يتفق من بقائها بعده وحصولها تحت يد غيره. وعن بعض الفقهاء: أن الزوج الثاني في هدم الثلاث مما يجرى مجرى العقوبة فصين رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يلاحظ ذلك (إن تبدوا شيئا) من نكاحهن على ألسنتكم (أو تخفوه) في صدوركم (فإن الله) يعلم ذلك فيعاقبكم به وإنما جاء به على أثر ذلك عاما لكل باد وخاف ليدخل تحته نكاحهن وغيره، ولأنه على هذه الطريقة أهول وأجزل. روى أنها لما نزلت آية الحجاب قال الاباء والأبناء والأقارب: يا رسول الله أو نحن أيضا نكلمهن من وراء الحجاب؟ فنزلت (لا جناح عليهن) أي لا إثم عليهن في أن لا يحتجبن من هؤلاء ولم يذكر العم والخال لأنهما يجريان مجرى الوالدين، وقد جاءت تسمية العم أبا قال الله تعالى - وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق - وإسماعيل عم يعقوب. وقيل كره ترك الاحتجاب عنهما لأنهما يصفانها لأبنائهما وأبناؤهما غير محارم. ثم نقل الكلام من الغيبة إلى الخطاب وفي هذا النقل ما يدل على فضل تشدى فقيل (واتقين الله) فيما أمرتن به من الاحتجاب، وأنزل فيه الوحي من الاستتار واحتطن فيه وفيما استثنى منه ما قدرتن، واحفظن حدودهما واسلكن طريق التقوى في حفظهما، وليكن عملكن في الحجب أحسن مما كان وأنتن غير محجبات ليفضل سركن علنكن (إن الله كان على كل شئ) من السر والعلن وهو ظاهر الحجاب وباطنه (شهيدا) لا يتفاوت في علمه الأحوال. قرئ وملائكته بالرفع عطفا على محل إن واسمها وهو ظاهر على مذهب الكوفيين. ووجهه عند البصرين أن يحذف الخبر لدلالة يصلون عليه (صلوا عليه وسلموا) أي قولوا الصلاة على الرسول والسلام، ومعناه: الدعاء بأن يترحم عليه الله ويسلم. فإن قلت: الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة أم مندوب إليها؟ قلت: بل واجبة، وقد اختلفوا في حال وجوبها، فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره، وفي الحديث " من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله " ويروى " أنه قيل يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى - إن الله وملائكته يصلون على النبي - فقال صلى الله عليه وسلم: هذا من العلم المكنون، ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به، إن الله وكل بي ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلى علي
نكاحهن بعده عظيما عنده، وهو من إعلام تعظيم الله لرسوله وإيجاب حرمته حيا وميتا، وإعلامه بذلك مما طيب به نفسه وسر قلبه واستغزر شكره، فإن نحو هذا مما يحدث الرجل به نفسه ولا يخلى منه فكره، ومن الناس من تفرط غيرته على حرمته حتى يتمنى لها الموت لئلا تنكح من بعده. وعن بعض الفتيان أنه كانت له جارية لا يرى الدنيا بها شغفا واستهتارا، فنظر إليها ذات يوم فتنفس الصعداء وانتحب فعلا نحيبه مما ذهب به، فكره هذا المذهب فلم يزل به ذلك حتى قتلها تصورا لما عسى يتفق من بقائها بعده وحصولها تحت يد غيره. وعن بعض الفقهاء: أن الزوج الثاني في هدم الثلاث مما يجرى مجرى العقوبة فصين رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يلاحظ ذلك (إن تبدوا شيئا) من نكاحهن على ألسنتكم (أو تخفوه) في صدوركم (فإن الله) يعلم ذلك فيعاقبكم به وإنما جاء به على أثر ذلك عاما لكل باد وخاف ليدخل تحته نكاحهن وغيره، ولأنه على هذه الطريقة أهول وأجزل. روى أنها لما نزلت آية الحجاب قال الاباء والأبناء والأقارب: يا رسول الله أو نحن أيضا نكلمهن من وراء الحجاب؟ فنزلت (لا جناح عليهن) أي لا إثم عليهن في أن لا يحتجبن من هؤلاء ولم يذكر العم والخال لأنهما يجريان مجرى الوالدين، وقد جاءت تسمية العم أبا قال الله تعالى - وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق - وإسماعيل عم يعقوب. وقيل كره ترك الاحتجاب عنهما لأنهما يصفانها لأبنائهما وأبناؤهما غير محارم. ثم نقل الكلام من الغيبة إلى الخطاب وفي هذا النقل ما يدل على فضل تشدى فقيل (واتقين الله) فيما أمرتن به من الاحتجاب، وأنزل فيه الوحي من الاستتار واحتطن فيه وفيما استثنى منه ما قدرتن، واحفظن حدودهما واسلكن طريق التقوى في حفظهما، وليكن عملكن في الحجب أحسن مما كان وأنتن غير محجبات ليفضل سركن علنكن (إن الله كان على كل شئ) من السر والعلن وهو ظاهر الحجاب وباطنه (شهيدا) لا يتفاوت في علمه الأحوال. قرئ وملائكته بالرفع عطفا على محل إن واسمها وهو ظاهر على مذهب الكوفيين. ووجهه عند البصرين أن يحذف الخبر لدلالة يصلون عليه (صلوا عليه وسلموا) أي قولوا الصلاة على الرسول والسلام، ومعناه: الدعاء بأن يترحم عليه الله ويسلم. فإن قلت: الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة أم مندوب إليها؟ قلت: بل واجبة، وقد اختلفوا في حال وجوبها، فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره، وفي الحديث " من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله " ويروى " أنه قيل يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى - إن الله وملائكته يصلون على النبي - فقال صلى الله عليه وسلم: هذا من العلم المكنون، ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به، إن الله وكل بي ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلى علي