الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٢٧٣
إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا * يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين
____________________
إلا قال ذانك الملكان غفر الله لك، وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين، ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلى علي إلا قال ذانك الملكان: لا غفر الله لك، وقال الله وملائكته لذينك الملكين آمين " ومنهم من قال:
تجب في كل مجلس مرة وإن تكرر ذكره، كما قيل في آية السجدة وتشميت العاطس، وكذلك في كل دعاء في أوله وآخره. ومنهم من أوجبها في العمر مرة، وكذا قال في إظهار الشهادتين، والذي يقتضيه الاحتياط الصلاة عليه عند كل ذكر لما ورد من الاخبار. فإن قلت: فالصلاة عليه في الصلاة أهي شرط في جوازها أم لا؟ قلت:
أبو حنيفة وأصحابه لا يرونها شرطا. وعن إبراهيم النخعي: كانوا يكتفون عن ذلك، يعني الصحابة بالتشهد وهو السلام عليك أيها النبي. وأما الشافعي رحمه الله فقد جعلها شرطا. فإن قلت: فما تقول في الصلاة على غيره؟ قلت:
القياس جواز الصلاة على كل مؤمن لقوله تعالى - هو الذي يصلى عليكم - وقوله تعالى - وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم - وقوله صلى الله عليه وسلم " اللهم صل على آل أبي أوفى " ولكن للعلماء تفصيلا في ذلك وهو أنها إن كانت على سبيل التبع كقولك صلى الله على النبي وآله فلا كلام فيها، وأما إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يفرد هو فمكروه، لان ذلك صار شعارا لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنه يؤدى إلى الاتهام بالرفض.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم " (يؤذون الله ورسوله) فيه وجهان: أحدهما أن يعر بإيذائهما عن فعل ما يكرهانه ولا يرضيانه من الكفر والمعاصي وإنكار النبوة ومخالفة الشريعة، وما كانوا يصيبون به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنواع المكروه على سبيل المجاز، وإنما جعلته مجازا فيهما جميعا وحقيقة الايذاء صحيحة في رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا أجعل العبارة الواحدة معطية معنى المجاز والحقيقة. والثاني أن يراد يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل في أذى الله هو قول اليهود والنصارى والمشركين - يد الله مغلولة، و- ثالث ثلاثة، و- المسيح ابن الله، و- الملائكة بنات الله - والأصنام شركاؤه. وقيل قول الذين يلحدون في أسمائه وصفاته. وعن رسول اله صلى الله عليه وسلم فيما حكى عن ربه " شتمني أبن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني، وآذاني ولم ينبغ له أن يؤذيني، فأما شتمه إياي فقوله: إني اتخذت ولدا، وأما أذاه فقوله: إن الله لا يعيدني بعد أن بدأني " وعن عكرمة: فعل أصحاب التصاوير الذين يرومون تكوين خلق مثل خلق الله. وقيل في أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولهم ساحر شاعر كاهن مجنون. وقيل كسر رباعيته وشج وجهه يوم أحد. وقيل طعنهم عليه في نكاح صفية بنت حيي، وأطلق إيذاء الله ورسوله وقيد إيذاء المؤمنين والمؤمنات، لان أذى الله ورسوله لا يكون إلا غير حق أبدا، وأما أذى المؤمنين والمؤمنات فمنه ومنه، ومعنى (بغير ما اكتسبوا) بغير جناية واستحقاق للأذى. وقيل نزلت في ناس من المنافقين يؤذون عليا رضي الله عنه ويسمعونه، وقيل في الذين أفكوا على عائشة رضي الله عنها، وقيل في زناة كانوا يتبعون النساء وهن كارهات. وعن الفضيل:
في الذين أفكوا على عائشة رضي الله عنها، وقيل في زناة كانوا يتبعون النساء وهن كارهات. وعن الفضيل:
لا يحل لك أن تؤذى كلبا أو خنزيرا بغير حق فكيف وكان ابن عون لا يكرى الحوانيت إلا من أهل الذمة لما فيه
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»