الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٣٠
أتتخذ أصناما آلهة؟ إني أراك وقومك في ضلال مبين. وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين. فلما جن عليه الليل رأى كوكبا
____________________
فاعل مثل تارح وعابر وعازر وشالخ وفالغ وما أشبهها من أسمائهم، وهو عطف بيان لأبيه، وقرئ آزر بالضم على النداء، وقيل آزر اسم صنم فيجوز أن ينبز به للزومه عبادته كما نبز ابن قيس بالرقيات اللاتي كان يشبب بهن فقيل ابن قيس الرقيات، وفي شعر بعض المحدثين:
أدعى بأسماء نبزا في قبائلها * كأن أسماء أضحت أسمائي أو أريد عابد آزر فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وقرئ أازر أتتخذ أصناما آلهة بفتح الهمزة وكسرها بعد همزة الاستفهام وزاي ساكنة وراء منصوبة منونة وهو اسم صنم، ومعناه: أتعبد آزرا على الإنكار، ثم قال:
تتخذ أصناما آلهة تثبيتا لذلك وتقريرا، وهو داخل في حكم الانكار لأنه كالبيان له (فلما جن عليه الليل) عطف على قال إبراهيم لأبيه، وقوله، وكذلك نري إبراهيم جملة معترضة بها بين المعطوف والمعطوف عليه. والمعنى: ومثل ذلك التعريف والتبصير نعرف إبراهيم ونبصره ملكوت السماوات والأرض: يعني الربوبية والإلهية ونوفقه لمعرفتها ونرشده بما شرحنا صدره وسددنا نظره وهديناه لطريق الاستدلال - وليكون من الموقنين - فعلنا ذلك ونرى حكاية حال ماضية. وكان أبوه آزر وقومه يعبدون الأصنام والشمس والقمر والكواكب فأراد إن ينبههم
(٣٠)
مفاتيح البحث: الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»