____________________
الله عنه قال له: لو فعلت حتى ننظر إلى ما يصيرون، قال: فاكتب بذلك كتابا، فدعاه بصحيفة وبعلي رضي الله عنه ليكتب فنزلت، فرمى بالصحيفة واعتذر عمر من مقالته. قال سلمان وخباب: فينا نزلت، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد معنا ويدنو منا حتى تمس ركبتنا ركبته، وكان يقوم عنا إذا أراد القيام فنزلت - واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم - فترك القيام عنا إلى أن نقوم عنه وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات (ما عليك من حسابهم من شئ) كقوله - إن حسابهم إلا على ربي - وذلك أنهم طعنوا في دينهم وإخلاصهم فقال: ما عليك من حسابهم من شئ بعد شهادته لهم بالإخلاص وبإرادة وجه الله في أعمالهم على معنى: وإن كان الامر على ما يقولون عند الله فما يلزمك إلا اعتبار الظاهر والاتسام بسيمة المتقين، وإن كان لهم باطن غير مرضي فحسابهم عليهم لازم لهم لا يتعداهم إليك، كما أن حسابك عليك لا يتعداك إليهم كقوله - ولا تزر وازرة وزر أخرى - فإن قلت: أما يكفي قوله ما عليك من حسابهم من شئ حتى ضم إليه (وما حسابك عليهم من شئ)؟ قلت: قد جعلت الجملتان بمنزلة جملة واحدة وقصد بهما مؤدى واحد، وهو المعنى في قوله - ولا تزر وازرة وزر أخرى - ولا يستقل بهذا المعنى إلا الجملتان جميعا كأنه قيل:
لا تؤاخذ أنت ولا هم بحساب صاحبه، وقيل الضمير للمشركين. والمعنى: لا يؤاخذون بحسابك ولا أنت بحسابهم حتى يهمك إيمانهم ويحرك الحرص عليه إلى أن تطرد المؤمنين (فطردهم) جواب النفي (فتكون من الظالمين) جواب النهي، ويجوز أن يكون عطفا على فتطردهم على وجه التسبيب لأن كونه ظالما مسبب عن طردهم، وقرئ بالغدوة والعشي (وكذلك فتنا) ومثل ذلك الفتن العظيم فتنا بعض الناس ببعض: أي ابتليناهم بهم، وذلك أن المشركين كانوا يقولون للمسلمين (أهؤلاء) الذين (من الله عليهم من بيننا) أي أنعم عليهم بالتوفيق لإصابة الحق ولما يسعدهم عنده من دوننا ونحن المقدمون والرؤساء وهم العبيد والفقراء إنكارا لأن يكون أمثالهم على الحق وممنونا عليهم من بينهم بالخير ونحوه - ء ألقي الذكر عليه من بيننا - لو كان خيرا ما سبقونا إليه - ومعنى فتناهم ليقولوا ذلك: خذلناهم فافتتنوا حتى كان افتتانهم سببا لهذا القول، لأنه لا يقول مثل قولهم هذا إلا
لا تؤاخذ أنت ولا هم بحساب صاحبه، وقيل الضمير للمشركين. والمعنى: لا يؤاخذون بحسابك ولا أنت بحسابهم حتى يهمك إيمانهم ويحرك الحرص عليه إلى أن تطرد المؤمنين (فطردهم) جواب النفي (فتكون من الظالمين) جواب النهي، ويجوز أن يكون عطفا على فتطردهم على وجه التسبيب لأن كونه ظالما مسبب عن طردهم، وقرئ بالغدوة والعشي (وكذلك فتنا) ومثل ذلك الفتن العظيم فتنا بعض الناس ببعض: أي ابتليناهم بهم، وذلك أن المشركين كانوا يقولون للمسلمين (أهؤلاء) الذين (من الله عليهم من بيننا) أي أنعم عليهم بالتوفيق لإصابة الحق ولما يسعدهم عنده من دوننا ونحن المقدمون والرؤساء وهم العبيد والفقراء إنكارا لأن يكون أمثالهم على الحق وممنونا عليهم من بينهم بالخير ونحوه - ء ألقي الذكر عليه من بيننا - لو كان خيرا ما سبقونا إليه - ومعنى فتناهم ليقولوا ذلك: خذلناهم فافتتنوا حتى كان افتتانهم سببا لهذا القول، لأنه لا يقول مثل قولهم هذا إلا