الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٢٠
فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون. قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن اتبع إلا ما يوحى إلي، قل هل يستوي الأعمى والبصير؟ أفلا تتفكرون؟
____________________
وأصلح (ما يجب عليه إصلاحه مما كلف. جعل العذاب ماسا كأنه حي يفعل بهم ما يريد من الآلام ومنه قولهم:
لقيت منه الامرين والأقورين حيث جمعوا جمع العقلاء، وقوله - إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا - أي لا أدعي ما يستبعد في العقول أن يكون لبشر من ملك خزائن الله وهي قسمه بين الخلق وإرزاقه وعلم الغيب، وأني من الملائكة الذين هم أشرف جنس خلقه الله تعالى وأفضله وأقربه منزلة منه. أي لم أدع إلهية ولا ملكية لأنه ليس بعد الإلهية منزلة أرفع من منزلة الملائكة حتى تستبعدوا دعواي وتستنكرونها، وإنما أدعي ما كان مثله لكثير من البشر وهو النبوة (هل يستوي الأعمى والبصير) مثل للضال والمهتدي، ويجوز أن يكون مثلا لمن اتبع ما يوحى إليه ومن لم يتبع، أو لمن ادعى المستقيم وهو النبوة والمحال وهو الإلهية أو الملكية (أفلا تتفكرون) فلا تكونوا
(٢٠)
مفاتيح البحث: الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»