____________________
كان الشيطان ينسينك قبل النهي قبح مجالسة المستهزئين لأنها مما تنكره العقول فلا تقعد بعد الذكرى بعد أن ذكرناك قبحها ونبهناك عليه معهم (وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ) وما يلزم المتقين الذين يجالسونهم شئ مما يحاسبون عليه من ذنوبهم (ولكن) عليهم أن يذكروهم (ذكرى) إذا سمعوهم يخوضون بالقيام عنهم وإظهار الكراهة لهم وموعظتهم (لعلهم يتقون) لعلهم يجتنبون الخوض حياء أو كراهة لمساءتهم، ويجوز أن يكون الضمير للذين يتقون: أي يذكرونهم إرادة أن يثبتوا على تقواهم ويزدادوها. وروى أن المسلمين قالوا: لئن كنا نقوم كلما استهزءوا بالقرآن لم نستطع أن نجلس في المسجد الحرام وأن نطوف فرخص لهم. فإن قلت: ما محل ذكرى،؟
قلت: يجوز أن يكون نصبا على ولكن يذكرونهم ذكرى: أي تذكيرا، ورفعا على ولكن عليهم ذكرى، ولا يجوز أن يكون عطفا على محل من شئ كقولك: ما في الدار من أحد ولكن زيد، لأن قوله من حسابهم يأبى ذلك (اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) أي دينهم الذي كان يجب أن يأخذوا به لعبا ولهوا، وذلك أن عبادة الأصنام وما كانوا عليه من تحريم البحائر والسوائب وغير ذلك من باب اللعب واللهو واتباع هوى النفس والعمل بالشهوة ومن جنس الهزل دون الجد، أو اتخذوا ما هو لعب ولهو من عبادة الأصنام وغيرها دينا لهم، أو اتخذوا دينهم الذي كلفوه ودعوا إليه وهو دين الاسلام لعبا ولهوا حيث سخروا به واستهزأوا. وقيل جعل الله لكل قوم عيدا يعظمونه ويصلون فيه ويعمرونه بذكر الله، والناس كلهم من المشركين وأهل الكتاب اتخذوا عيدهم لعبا ولهوا غير المسلمين فإنهم اتخذوا عيدهم كما شرعه الله. ومعنى ذرهم: أعرض عنهم ولا تبال بتكذيبهم واستهزائهم ولا تشغل قلبك بهم (وذكر به) أي بالقرآن أن تبسل نفس) مخافة أن يسلم إلى الهلكة والعذاب وترتهن يسوء كسبها، وأصل الابسال المنع، لأن المسلم إليه يمنع المسلم قال:
وإبسالي بني بغير جرم * بغوناه ولا بدم مراق ومنه هذا عليك بسل: أي حرام محظور، والباسل الشجاع لامتناعه من قرنه أو لأنه شديد البسور، يقال بسر الرجل: إذا اشتد عبوسه، فإذا زاد قالوا بسل، والعابس منقبض الوجه (وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها) وإن تفد كل فداء، والعدل الفدية لأن الفادي يعدل المفدى بمثله، وكل عدل نصب على المصدر، وفاعل يؤخذ
قلت: يجوز أن يكون نصبا على ولكن يذكرونهم ذكرى: أي تذكيرا، ورفعا على ولكن عليهم ذكرى، ولا يجوز أن يكون عطفا على محل من شئ كقولك: ما في الدار من أحد ولكن زيد، لأن قوله من حسابهم يأبى ذلك (اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) أي دينهم الذي كان يجب أن يأخذوا به لعبا ولهوا، وذلك أن عبادة الأصنام وما كانوا عليه من تحريم البحائر والسوائب وغير ذلك من باب اللعب واللهو واتباع هوى النفس والعمل بالشهوة ومن جنس الهزل دون الجد، أو اتخذوا ما هو لعب ولهو من عبادة الأصنام وغيرها دينا لهم، أو اتخذوا دينهم الذي كلفوه ودعوا إليه وهو دين الاسلام لعبا ولهوا حيث سخروا به واستهزأوا. وقيل جعل الله لكل قوم عيدا يعظمونه ويصلون فيه ويعمرونه بذكر الله، والناس كلهم من المشركين وأهل الكتاب اتخذوا عيدهم لعبا ولهوا غير المسلمين فإنهم اتخذوا عيدهم كما شرعه الله. ومعنى ذرهم: أعرض عنهم ولا تبال بتكذيبهم واستهزائهم ولا تشغل قلبك بهم (وذكر به) أي بالقرآن أن تبسل نفس) مخافة أن يسلم إلى الهلكة والعذاب وترتهن يسوء كسبها، وأصل الابسال المنع، لأن المسلم إليه يمنع المسلم قال:
وإبسالي بني بغير جرم * بغوناه ولا بدم مراق ومنه هذا عليك بسل: أي حرام محظور، والباسل الشجاع لامتناعه من قرنه أو لأنه شديد البسور، يقال بسر الرجل: إذا اشتد عبوسه، فإذا زاد قالوا بسل، والعابس منقبض الوجه (وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها) وإن تفد كل فداء، والعدل الفدية لأن الفادي يعدل المفدى بمثله، وكل عدل نصب على المصدر، وفاعل يؤخذ