التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٦٥
مكة إلى المدينة أو هاجروا من دار الحرب إلى دار الاسلام " الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم " الذي كان لهم بمكة فأخرجوا منها " يبتغون فضلا " أي طالبين بذلك فضلا " من الله ورضوانا " فالجملة في موضع الحال " وينصرون الله ورسوله " يعني ناصرين لدين الله ورسوله " أولئك هم الصادقون " عند الله في الحقيقة العظيموا المنزلة لديه. وقيل: تقدير الآية " كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم " بل للفقراء المهاجرين.
ثم وصف الأنصار فقال " والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم " أي جعلوا ديارهم موضع مقامهم وآمنوا بالله من قبلهم نزلت في الأنصار، فإنهم نزلوا المدينة قبل نزول المهاجرين. وقيل إن كان من نزل بالمدينة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وآله فهو من الأنصار.
وقوله " والايمان من قبلهم " يعني إن الأنصار آمنوا قبل هجرة المهاجرين وإن كان في المهاجرين من آمن قبل إيمان الأنصار " يحبون من هاجر إليهم " من أهل مكة " ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا " قال الحسن يعني حسدا، قال الزجاج: معناه لا تجد الأنصار في نفوسهم حاجة مما يعطون المهاجرين. وقال البلخي:
لا يجدون حاجة في نفوسهم مما يؤتون المهاجرين من الفضل في الدين، وقال الطبري:
معناه لا يجدون في نفوسهم حاجة فيما أعطي المهاجرين من مال بني النضير، فان النبي خص به المهاجرين إلا رجلين من الأنصار: أباد دجانة سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف أعطاهما لفقرهما. وإنما فعل النبي صلى الله عليه وآله ذلك لان مال بني النضير كان له خاصة. والمهاجرين بهم حاجة خصهم بذلك. والأنصار كانوا في غنى فرضوا بذلك، ومدحهم الله على ذلك - ذكره ابن زيد -.
وقوله " ويؤثرون على أنفسهم " أي يختارون على أنفسهم من يولونه من مالهم
(٥٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 ... » »»
الفهرست