التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٦٦
من المهاجرين " ولو كان بهم خصاصة " يعني حاجة. والخصاصة الحاجة التي يختل بها الحال. والخصاص الفرج التي يتخللها البصر، والواحد خصاص. قال الراجز:
والناظرات من خصاص لمحا وأصله الاختصاص بالانفراد بالامر والخصاص الانفراد عما يحتاج إليه والخصوص الانفراد ببعض ما وضع له الاسم، والخص انفراد كل قصبة من أختها في الاشراج، والخاصة انفراد المعنى بما يقوله دون غيره.
وقوله " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " أي من منع شح نفسه.
والشح والبخل واحد. وفى أسماء الدين هو منع الواجب " فأولئك هم المفلحون " يعني المنجحين الفائزين بثواب الله ونعيم جنته.
ثم قال " والذين جاؤوا من بعدهم " يعني بعد المهاجرين والأنصار، وهم جميع التابعين لهم إلى يوم القيامة - في قول الحسن - وهو كل من أسلم بعد العصر الأول. وقال الأصم: يعني من جاءك من المهاجرين أي بعد انقطاع الهجرة وبعد إيمان الأنصار " يقولون ربنا " الجملة في موضع الحال، وتقديره قائلين " ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا " أي حقدا وغشا " للذين آمنوا " ويقولون " ربنا إنك رؤوف رحيم " أي متعطف على عبادك منعم عليهم.
وقسمة الغنيمة عندنا للفارس سهمان وللراجل سهم. وقال قوم: للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم إلا ما كان من الأرض والأشجار، فإنه للامام أن يقسمها إن شاء، وله ان يجعلها أرض الخراج ويردها إلى من كانت في أيديهم قبل، على هذا الوصف بحسب ما يرى، كما فعل عمر بأرض السواد. وقيل: إن النبي صلى الله عليه وآله فتح مكة عنوة ولم يقسم أرضها بين المقاتلة. وقال قوم: فتحا سلما. وقسم كثيرا
(٥٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 ... » »»
الفهرست